قوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين 27 في سدر مخضود 28 وطلح منضود 29 وظل ممدود 30 وماء مسكوب 31 وفاكهة كثيرة 32 لا مقطوعة ولا ممنوعة 33 وفرش مرفوعة 34 إنا أنشأناهن إنشاء 35 فجعلناهن أبكارا 36 عربا أترابا 37 لأصحاب اليمين 38 ثلة من الأولين 39 وثلة من الآخرين 40}
  · النزول: قيل: نظر المسلمون إلى وادي محصب بالطائف، فأعجبهم سدرها، فقالوا: يا ليت لنا مثل هذا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، عن أبي العالية، والضحاك.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما لأصحاب اليمين، فقال سبحانه: «وَأَصْحَاب الْيَمِينِ» قيل: الَّذِينَ يأخذون كتبهم بأيمانهم، عن أبي علي، وقيل: يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وقيل: أصحاب اليمن والبركة «مَا أَصحاب الْيَمِينِ» تعظيم لشأنهم، وقيل: هم الَّذِينَ يملكون أنفسهم، ينصرفون عن الشهوات، ومنه ملك اليمين «فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ» قيل: شجر، وقيل: شجر النبق، وقيل: ذكر السدر، ليعلم بعد حال أصحاب اليمين، من حال السابقين كبعد الفواكه من السدر، عن الأصم، وقيل: السدر شجرة خضرة، ولها رائحة طيبة «مَخْضُودٍ» لا شوك فيه، كأنه خضد شوكه، أي: قطع، عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي علي، وقتادة، والحسن، وقيل: الموقر حملاً، عن الضحاك، ومجاهد، ومقاتل، وقيل: ثمرها أعظم من القلال، عن سعيد بن جبير، وقيل: هو الذي لا أذى فيه، عن ابن كيسان، كأنه قطع عنه كل ما يؤذي، وكل شجر الجنة مأكول ومشموم «وَطَلْحٍ» قيل: شجر الموز، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعطاء، وابن زيد، ولا يبعد أن يكون العرب عرفتها فتمنوا مثلها، فَأُعْطُوا خيرًا منها، وقيل: الطلح كل شجر عظيم كثير الشوك، عن أبي عبيدة، والفراء، وقيل: هو شجرة أم غيلان، عن الزجاج، وقيل: ليس هو الموز؛ لكنها شجرة لها ظل بارد طيب، عن الحسن، وقيل: شجرة تشبه الطلح يأكل منها المؤمنون في الجنة «مَنْضُودٍ» قيل: ثمرها متراكم، نضد بعضه على بعض، عن ابن عباس، وقيل: نضد من أوله إلى آخره،