التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين 27 في سدر مخضود 28 وطلح منضود 29 وظل ممدود 30 وماء مسكوب 31 وفاكهة كثيرة 32 لا مقطوعة ولا ممنوعة 33 وفرش مرفوعة 34 إنا أنشأناهن إنشاء 35 فجعلناهن أبكارا 36 عربا أترابا 37 لأصحاب اليمين 38 ثلة من الأولين 39 وثلة من الآخرين 40}

صفحة 6751 - الجزء 9

  ليس هو بسوق بارزة، وأشار إلى كثرة ثمرها، وقيل: أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمر كله «وَظِلٍّ مَمْدُودٍ» قيل: دائم لا تنسخه الشمس، وقيل: بل الظل الممدود، ثم اختلفوا فقيل: هو ظل العرش، عن الربيع، وقيل: ظل الأشجار، وفي خبر مرفوع: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها»، وقيل: ظل ممدود مسيرة سبعين ألف سنة، عن عمرو بن ميمون. «وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ» مصبوب يجري دائمًا في غير أخدود، لا ينقطع، عن سفيان، وجماعة، وقيل:

  مصبوب على الخمر ليشرب بالمزاج، وقيل: مسكوب ليشرب على ما يرى من صفائه وحسنه «وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ».

  ومتى قيل: لم ذكر أولًا أنها تتخير، وذكرها هنا بأنها كثيرة «لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ» أي: مع كثرتها تتصل في كل وقت بخلاف فواكه الدنيا، وقيل: لا ينقطع ثمرها إذا جنيت؛ بل يحدث مكانها مثلها روي مرفوعًا «وَلَا مَمْنُوعَةٍ» قيل: لا تمنع عن أحد، وقيل: لا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا، عن القتبي، وقيل: لا تمتنع على متناولها لِبُعْدٍ أو شوك يؤذي كما في الدنيا «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» قيل: الفرش: البُسُط، والمرفوعة: قيل: عالية كما يقال: بناء مرفوع، وقيل: مرفوعة القدر، وقيل: مرفوعه بعضها فوق بعض، عن الفراء وهو أوجه، وقيل: الفرش النساء، عن أبي علي وجماعة، يقال لامرأة الرجل هي فراشه، ولذلك قال عقيبه: «إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً» «مَرْفُوعَةٍ»: قيل: مرتفعات القدر في كمالهن وجمالهن «إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً» أي: خلقناهن واخترعناهن اختراعًا «فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا» قيل: عذارى، عن الضحاك. «عُرُبًا» قيل: العواشق لأزواجهن، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقيل: حسنات الكلام، عن أسامة بن زيد، وقيل: غَنِجَة، عن عكرمة، وقيل: حسنة التبعل، وقيل: ظريفة المداعبة «أَتْرَابًا» مستويات على سن واحد، عن