قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم 75 وإنه لقسم لو تعلمون عظيم 76 إنه لقرآن كريم 77 في كتاب مكنون 78 لا يمسه إلا المطهرون 79 تنزيل من رب العالمين 80 أفبهذا الحديث أنتم مدهنون 81 وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون 82 فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون 85}
  مجاهد، وقيل: منفعة الَّذِينَ لا زناد معهم، فتوقدون وتخبزون، عن الربيع، وقيل: للخائفين، عن ابن زيد. «فَسَبِّحْ» أي: نزه «بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» الذي خلق هذه الأشياء، ولا تَقُلْ في أسمائه وصفاته ما لا يليق به، وقيل: فَصَلِّ.
  · الأحكام: الآيات تدل على صحة الإعادة، وذلك أنه تعالى ذكر أربعة أشياء دل بها عليها:
  منها: خلق الإنسان، ثم تنقله في الأحوال حتى يخرج صورة عجيبة، وتنقل الزرع من حال إلى حال حتى يخرج الحب، ونزل الماء من المزن، ويخرج النار من الخشب، فهو قادر على الإعادة؛ لأن مثل هذه الأشياء لا يقدر عليها إلا القادر لذاته، والقادر لذاته يقدر على إعادة مقدوره بعد العدم إذا صح عليه البقاء، والجواهر والتأليف، والحياة مما يبقى، فجاز أن يعاد، فتدل على أنه قادر لذاته، عالم لذاته حتى يميز بين الأجزاء.
  وتدل على صحة الحِجاج في الدين.
  وتدل على نعمه بهذه الأشياء.
  وتدل على أن المعارف مكتسبة.
  وتدل على وجوب تنزيهه، وأن التنزيه يجب أن يكون عن علم؛ لذلك قدم الدلالة، ثم أمر بالتنزيه.
قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ٧٨ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ٨٢ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ٨٤ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ٨٥}