قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم 75 وإنه لقسم لو تعلمون عظيم 76 إنه لقرآن كريم 77 في كتاب مكنون 78 لا يمسه إلا المطهرون 79 تنزيل من رب العالمين 80 أفبهذا الحديث أنتم مدهنون 81 وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون 82 فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون 85}
  ومنهم كافر»، قال بعضهم: هذه رحمة وضعها الله تعالى، وقال بعضهم: صدق نوء كذا، فنزلت الآية: {فَلَا أُقْسِمُ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ}.
  وروي أن النبي ÷ كان في سفر فضاق الماء، وشكوا العطش إلى رسول الله، ÷، فقال: «أما معكم شيء من الماء»؟ قالوا: شيء يسير، فأتوه، فتوضأ به، قال: «أرأيتم إن دعوت الله فيسقيكم لعلكم تقولون: سقينا بنوء كذا»؟ فقالوا: ما هذا بحين الأنواء، فصلى ركعتين، ودعا الله تعالى، فسقوا، ثم ركب، فمر برجل يغترف، ويقول: مطرنا بنوء كذا، فنزل: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} الآية.
  · المعنى: ثم أكد ما تقدم ذكره، فقال - سبحانه -: «فَلاَ أُقْسِمُ» اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
  الأول: معناه أقسم، و (لا) صلة، عن سعيد بن جبير، وقيل: (لا) تزاد قبل القسم، كقوله: لا والله لا أفعل كذا، عن أبي علي.
  الثاني: هي نفي، أي: ليس الأمر كما تقولون، ثم يستأنف القسم، عن الفراء.
  الثالث: هو مثبت في المعنى، يعني لا أقسم على هذه الأشياء فإن أمرها أظهر وآكد من أن يحتاج فيه إلى اليمين، عن أبي مسلم، قال: لأن القسم في المشتبه، لا في الجلي.
  «بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ» قيل: نجوم القرآن التي أنزلت على رسول الله ÷؛ لأنه أنزل نجومًا، عن ابن عباس، ومجاهد، وقيل: بمساقط النجوم ومطالعها، عن مجاهد، وقتادة، وأبي علي، وقيل: انتثارها وانكدارها يوم القيامة، عن الحسن، وقيل: منازلها، عن عطاء بن أبي رباح، واختلفوا فقيل: القسم برب النجوم، عن أبي علي، وقيل: بهذه الأشياء، عن أبي بكر أحمد بن علي. «وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» وإنما كان عظيمًا لعظم المقسم به، وهو رب النجوم، وقيل: هو القرآن «لَوْ تَعْلَمُونَ» وهو لو تعلمون، أي: لو علمتم عظمته، وقيل: لو علمتم لانتفعتم به «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ» هذا جواب القسم، ومعناه: هذا الكتاب قرآن