قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير 1 الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور 2 والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير 3 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم 4 إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين 5}
  وأما المرأة: فاختلفوا في اسمها ونسبها، قيل: خولة بنت خويلد، عن ابن عباس.
  وقيل: خولة بنت ثعلبة، عن قتادة، ومقاتل.
  وقيل: جميلة، وكانت حسنة، وزوجها أوس، عن عائشة.
  واتفقوا أنها من الخزرج.
  وقيل: أول من ظاهر في الإسلام أوس، وكانت تحته بنت عم له، عن ابن عباس.
  ولما ظهر منها ندم، وراودها، وظنت أنها حرمت عليه، وأبت حتى تسأل رسول الله ÷، فجاءت وقالت: إن أوس بن الصامت تزوجني شابة ذات أهل ومال، حتى إذا كبرت وتفرق مالي وأهلي ظاهر مني وقد ندم، فهل من شيء يجمعني وإياه؟ واختلفت الرواية فيما أجابها، فقيل: قال رسول الله ÷: «هو كما قال»، وقيل:
  قال: «حرمت عليه»، وقيل: قال: «لم ينزل عليَّ فيه شيء».
  واختلفوا فيما قالت بعد ذلك، فقيل: رفعت طرفها إلى السماء وقالت: إلى اللَّه أشكو حاجتي، وقيل: قالت: اللهم [ظاهر] مني [زوجي حين] كبر سني وتفرق عظمي، وقيل: قالت: فلي منه أولاد صغار إن ضممتهم إليَّ جاعوا، وإن ضممتهم إليه ضاعوا، وعن عائشة قالت: بكت وبكَّت من في الدار رحمة لها.
  وروي أنها قالت: إن جرى عليَّ هذا الحكم هلكت، فنزلت الآيات في قصتها، عن عائشة.
  فلما نزلت دعا زوجَها وتلاها عليه، وقال: «ما حملك على ما صنعت»؟ قال: الشيطان، فقال له: «أتستطيع العتق»؟ قال: لا، قال: «هل تستطيع صوم شهرين