قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير 1 الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور 2 والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير 3 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم 4 إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين 5}
  تحرير رقبة «مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا» أي: يجامعها «ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ» أي: تؤمرون به، قيل: تؤمرون به أي في القرآن، وقيل: بالتكفير «وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» أي: عالم بأعمالكم يجازيكم بها «فَمَنْ لَمْ يَجدْ» يعني الرقبة ولا ثمنها «فَصِيَامُ شَهْريْنِ مُتَتَابِعَينِ» لا يتخللهما فطر، أي: فعليه صيام شهرين، «فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ» الصوم لعلة أو كِبَرٍ «فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا» فقراء «ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ» أي: لتظهروا إيمانكم بفعل الكفارة، وقيل: لتقروا بأن الله يتعبدكم بما يشاء من أحكامه، وقيل: لتؤمنوا بالله وما شرع لكم من الدين، وقيل: لتتركوا عادات الجاهلية وتعملوا بالشريعة «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ» شرائعه وأحكامه «وَلِلكَافِرِينَ عَذَاب أَلِيمٌ» موجع «إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ» أي: يخالفون أمره ويعادون رسوله «كُبِتُوا» قيل: أهلكوا، وقيل: أذلوا وأخذوا «كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» من الكفار «وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ» حجج واضحة «وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ» أي: يذلهم وهو عذاب النار.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: أنه سميع بصير مدرك للمدركات خلاف قول البغدادية.
  ومنها: أحكام الظهار على ما نبينه.
  ومنها: أن الظهار منكر من القول.
  ومنها: أن الظهار محرم، وأنه زور، وأنه تتعلق به أحكام في شريعتنا.
  ومنها: وجوب الكفارة بالظهار والعود؛ لأنه علق وجوبها بالأمرين.
  ومنها: كيفية الكفارة، وترتيبها، وأنها قَبْلَ المَسِّ.
  ومنها: أن فعل الكفارة يتكامل به الإيمان.