قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير 1 الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور 2 والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير 3 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم 4 إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين 5}
  ومنها: أن من يحاد أولياء الله كان بمنزلة من يحاد الله، فأضاف إلى نفسه تفخيمًا.
  ومنها: دلالتها على بطلان قول الْمُجْبِرَةِ في قوله: «تجادلك»، وقوله: {تَحَاوُرَكُمَا}، وقوله: {يُظَاهِرُونَ}، وقوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}، وقوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ}، وقوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}، وقوله: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} وقوله:
  {يُحَادُّونَ اللَّهَ}، وكل ذلك يدل على أن ذلك فعل العبد، وليس بخلق الله.
  أحكام الظهار
  الكلام في الظهار ينقسم إلى عشرة فصول:
  أولها: معنى الظهار.
  وثانيها: ألفاظ الظهار.
  وثالثها: من يصح ظهاره.
  ورابعها: صفة المرأة المظاهر منها.
  وخامسها: المشبه بها.
  وسادسها: ما يحرم بالظهار.
  وسابعها: الكلام في العود.
  وثامنها: وجوب الكفارة ووقتها.
  وتاسعها: صفة الكفارة.
  وعاشرها: حكم المسيس بين الكفارات.
  معنى الظهار
  أما الفصل الأول: فالظهار كان طلاقًا في الجاهلية نُقِلَ بالشرع إلى تحريم يرتفع بالكفارة.