قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 9 فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 10}
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٠}
  · القراءة: قراءة العامة: {الْجُمُعَةِ} بضم الميم. وعن الأعمش بسكونها، وهما لغتان، وجمعهما: جُمَعٌ وجُمُعاتٌ. قال ابن عباس: نزل القرآن بالتثقيل والتفخيم. وقال أبو عبيد والفراء: التخفيف حَسَنٌ، وهو أقيس في مذهب العربية نحو: غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وحُجْرَةٍ وحُجَرٍ، وطُرْفَةٍ وطُرَفٍ. قال الفراء: فيهما لغة ثالثة: جُمَعة بفتحة الميم، كقولك: رجل ضُحَكَةٌ وهُمَزَة ولُمَزَة. وقيل: هي لغة بني عقيل. وقيل: لغة النبي ÷، وضم الميم القراءة المجمع عليها، ولغة الحجاز، ولا شك أن القرآن ورد بالأفصح والأحسن.
  قراءة العامة: {فَاسْعَوْا}، وعن عمر وابن مسعود وأبي العالية: «فَامْضُوْا» وهذا محمول على أنهم فسروا، لا أنها قراءة.
  · اللغة: الجمعة: أصله من الجمع، وهو اسم للاجتماع، كما أن الفرقة اسم للافتراق، والألفة اسم للائتلاف، والجمعة سميت جمعة، قيل: لأن آدم جُمِعَ فيها خَلْقُهُ، روي مرفوعًا؛ لأنه يجمع فيها الجماعات. وقيل: بأنه تعالى خلق فيها الأشياء وفرغ منها يوم الجمعة، فاجتمعت المخلوقات يوم الجمعة، واختلفوا، فقيل: أول من سماها كعب بن لؤي، وهو أول من قال: أما بعد، عن أبي سلمة، وقيل: كانت تسمى عروبة، فسماه الله تعالى جمعة لاجتماع الناس فيه، عن أبي مسلم. وقيل: أولُ من سماها الجمعة الأنصارُ، جمعوا فيها قبل الهجرة، وقالوا: السبت لليهود، والأحد للنصارى، ولنا الجمعة، فكانت تسمى العروبة، فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى