قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 9 فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 10}
  بهم ركعتين وذكرهم فسموها جمعة، وذبح لهم شاة، فتغدوا عنده، وتعشوا منها لقلتهم، عن ابن سيرين.
  والسعي: الإسراع في السير.
  والانتشار: التفرق.
  والابتغاء: الطلب.
  · النزول: قيل: كان قوم يجلسون في البقيع يبيعون ويشترون إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، ولا يفرقون، فنزلت الآية.
  · المعنى: ثم أوجب تعالى الجمعة، وشرع فيها عيد المسلمين، خلاف ما كان عليه اليهود، فقال سبحانه: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ» قيل: هو أذان الجمعة للوقت، وقيل: بل هو أذان عند قعود الإمام على المنبر للخطبة، وروى الزهري عن السائب بن يزيد قال: كان لرسول الله ÷ مؤذنٌ واحد وهو بلال، فكان إذا جلس رسول الله على المنبر أذن على باب المسجد، فإذا نزل أقام الصلاة، ثم كان أبو بكر وعمر كذلك، فلما كان زمن عثمان وكثر الناس، وتباعدت المنازل أمر بالتأذين الأول، فلم ينكر عليه أحد. «مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ» أي: في يوم الجمعة، كقوله: {مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}[فاطر: ٤٠] أي: في الْأَرْض، وقيل: أول جمعة أقيمت بالمدينة، جمعها أسعد بن زرارة، وأول جمعة جمعها رسول الله ÷ أنه قدم قباء يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فأقام بقباء الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج يوم الجمعة عامدًا للمدينة، فأدركته الصلاة في بني سالم بن عوف، فأقام الجمعة وخطب، فكان أول جمعة جمعها رسول اللَّه ÷.
  «فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» قيل: امضوا إليه مسرعين غير متثاقلين، عن قتادة، وابن زيد، والضحاك، وقرأ: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}[الليل: ٤]، وقيل: ما هو بالسعي على الأقدام، وقد