التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين 11}

صفحة 6937 - الجزء 10

  علم الشريعة، فكل من علمها يقال: إنه فقيه، وأفقهتك الشيء: بَيَّنت لك، وقال سلمان لامرأة: فَقِهْتِ، أي صِرْتِ فقيهة، وقيل: فَهِمْتِ ما خاطبتك به، يقال: فَقِهَ بكسر القاف: علم وفهم، وبضمها: صار فقيهًا.

  والجسم: قال ابن دريد: كل شخص مدرك، وكل عظيم الجسم جسم، والأجسام جمع جسم، والجسمان: الشخص الأجسم، قال الشاعر:

  وأَجْسَمُ مِنْ عادٍ جُسُومُ رِجَالِهِمْ ... وأَكثُّر إنْ عُدُّوا عَدِيدًا مِنَ التربِ

  واختلف المتكلمون في حد الجسم، فقيل: الطويل العريض العميق، ولذلك متى ازداد ذهابه في هذه الجهات قالوا: أَجْسَمُ وجَسِيمٌ، وهذا قول مشايخنا، وقيل: هو المؤلف، وقيل: هو القائم بالنفس، وليس بشيء؛ لأن ذلك لا يقع فيه التزايل، فلا يستعمل فيه لفظة «أفعل»، ولأنه نفي؛ لأن معناه لا يحتاج إلى محل، والأجسام تأتلف من الجواهر، وهي أجزاء لا تتجزأ ائتلفت بمعانٍ يقال لها: التأليف، فإذا رفعت عنه بقيت أجزاء لا تتجزأ.

  واختلف مشايخنا في أقل الأجسام، فقيل: ثمانية أجزاء مؤلفة، عن أبي علي، وأبي هاشم. وقيل: ستة أجزاء، عن أبي الهذيل، وقيل: أربعة أجزاء، عن أبي القاسم.

  والإفك والانصراف بمعنى، يقال: أَفَك يَأْفِكُ أَفَكًا بفتح الهمزة والفاء، وذلك مصدر، والإفك بكسر الهمزة وسكون الفاء اسم الفعل، ومثل ذلك حَذَر وحَذِر، تقول: حَذَرت حذرًا بفتح الحاء والذال، والاسم: الحِذْر بكسر الحاء وسكون الذال، عن أبي مسلم.

  ويقال: سنَدْتُ إلى الشيء أَسْنُدُ سنودًا: إذا استندت، وأسندت غيري، وفلان سَنَدِي: معتمدي، والمسند: ما أسند إلى شيء يحفظه.