التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون 9 وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين 10 ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون 11}

صفحة 6945 - الجزء 10

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٩ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١١}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو: «فَأَصَّدَّقَ وأَكُونَ» بالواو وفتح النون على جواب التمني والاستفهام بالفاء، قال أبو عمرو: إنما حذفت الواو من المصحف اختصارًا، قال الفراء: ورأيت في بعض مصاحف عبد الله بن مسعود (فَقُولا: فَقُلاَ)، وروي أن في حرف أُبيٍّ وابن مسعود: (وأكون)، وقرأ الباقون: (وَأَكُنْ) بالجزم عطفًا بها على قوله: «فَأَصَّدَّقَ» ولو لم يكن فيه الفاء؛ لأنه لو لم يكن فيه الفاء كان جزمًا، واختار أبو عبيد الجزم لثلاثة أوجه:

  أحدها: أنه يحذف الواو في مصحف عثمان وسائر المصاحف.

  وثانيها: أن أكثر القراء عليه.

  وثالثها: أن لها وجهًا صحيحًا، وهو أن يكون نسقًا على محل: «فَأَصَّدَّقَ» قبل دخول الفاء على ما ذكرنا، وأنشد:

  فَأَبْلُونِي بَلِيَّتكُم لَعَلِّي ... أُصالِحُكُم وأَسْتَدْرِجْ نَوَيَّا وكان يجب أن يقول: أَسْتَدْرجُ بالرفع عطفًا على (أصالحكم)، إلا أنه جزم؛ لأنه عطف على (أصالحكم) قبل دخول (لعل) فيه.