قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون 9 وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين 10 ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون 11}
  وقيل: جزم لأنه جواب الأمر إلا أن (أصالحكم) رفع لدخول (لعل)، كذلك هاهنا لدخول الفاء.
  · اللغة: كل شيء شغلك عن شيء فقد ألهاك عنه، ألهى يُلْهِي إِلْهَاءً: إذا غفلت عنه، وتركته، وأضاف الإلهاء إلي المال؛ لأنه وقع بسببه كما يقال: حلمي جَرَّأك، قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا}[الطور: ٣٢]، وقال: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}[إبراهيم: ٣٦] يعني الأصنام، قال الشاعر:
  أَلْهَى بَنِي جُشَمٍ عَنْ كُل مَكْرُمَةٍ ... قَصِيدَةٌ قَالَهَا عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم
  وقال كعب بن زهير:
  وَقَالَ كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آَمُلُهُ ... لاَ أُلْهِيَنّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ
  وألهيته عن الأمر: صرفته عنه.
  والأجل: الوقت ومدة الشيء، والآجل: ضد العاجل.
  · الإعراب: «أَحَدَكُمُ» نصب بوقوع الفعل عليه وهو الموت، وإن تأخر.
  ونصب (فَأَصَّدَّقَ) لأنه جواب التمني بالفاء، وقيل: جواب الاستفهام، وهو قوله: {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي}، قال عمرو بن معدي كرب:
  ذَزْنِي فَأَذْهَبَ جَانِبًا ... وَحْدِي وَأَكْفِكَ جَانِبي
  · النزول: قيل: نزلت الآية في المنافقين، عن مقاتل وجماعة. والمراد بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ظاهرًا، وقوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} من المؤمنين المخلصين.