التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا 11 الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما 12}

صفحة 6979 - الجزء 10

  ويدل قوله: {لَا يُكَلِّفُ} أنه تعالى لا يكلف ما لا يطاق، بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ، فيدل على أن الاستطاعة قبل الفعل، وأن الفعل ليس بخلق الله.

  وتدل على وجوب التقوى، وأنه أرسل الرسول، وأنزل القرآن حجة على خلقه.

قوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ١١ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ١٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «نُدْخِلْهُ» بالنون على التفخيم، الباقون بالياء كناية عن اسم الله تعالى، وقد تقدم في قوله: {وَمَن يُؤمِنْ بِاللَّهِ}.

  · اللغة: التلاوة والقراءة من النظائر، وهو إتباع الحروف بعضها بعضًا من قولهم: جاء فلان وتلاه فلان.

  والبيان: إظهار المعنَى للنفس، وأصله من البينونة، ومنه: أبان العضو؛ أي: قطع، ومنه: ما أُبِينَ من الحي فهو مَيِّتٌ، والبيان: الدلالة التي بها تعلم الأحكام.

  والرزق: العطاء الجاري.

  والمِثْلُ: ما يسد مسد الشيء فيما رجع إلى ذاته، ثم يستعمل في أشياء، والأشياء على ثلاثة أضرب: متماثل، ومخالف، ومتضاد.