قوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير 1 الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور 2 الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور 3 ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير 4 ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير 5}
  والفَطْرُ: الشق، ومنه: الفطور، ومنه أخذ الفاطر.
  والخاسئ: البعيد مما يريده، ومنه قيل للكلب: اخسأ، خَسَأْتُ الكلبَ أَخْسَؤُهُ، وخَسِئَ الكلبُ يَخْسَأ لفظ الفعل، إذا أضفته إلى الكلب مكسور، ومنه: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[البقرة: ٦٥].
  والحسير من الإبل: المُعْيِي من الإبل الذي لا فضل فيه للسير، قال الشاعر:
  بِهَا جِيَفُ الحَسْرَى فَأَمَّا عِظَامُهَا ... فَبِيضٌ وَأَمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ
  والرُّجُوم: جمع رجم مفتوح الجيم، وهي الشيء الذي يرجم به، وبسكون الجيم مصدر رجمت أرجم رجمًا، أي: رميت، والرَّجَمُ بفتح الراء والجيم: قد يسمى به الموضع الذي يرمى فيه بالمرجوم، والمرجومُ والمرمِيُّ سواء.
  وأعتدنا: أصله: أعددنا، أبدلت الدال تاء، فصار أعتدنا أي: هيأنا.
  · الإعراب: «تبارك» نصب؛ لأنه فعل ماض، وهو «تَفَاعَلَ»، ولا يجيء منه المستقبل، ولا اسم الفاعل.
  {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} بالابتداء، و (أَحْسَنُ) خبره، قال الزجاج: وفيه إضمار؛ أي: ليعلم أيكم، والأصل فيه: أن حروف الاستفهام لا تتصل إلا بفعل يتعلق بالجملة على تقدير المفرد كقولك: علمت أزيد في الدار أم عمرو، تقديره: قد علمت أن أحدهما فيها، قال الفراء: ولم تقع البلوى على (أيّ)؛ لأن ما بين (أيّ) والبلوى إضمار، كما تقول: بلوتكم لأنظر أيكم أطوع، ومثله: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ}[القلم: ٤٠].
  «طِبَاقًا» نصب لأنه مفعول ثان. (مَصَابِيحَ) لا ينصرف؛ لأنه «مفاعيل».