التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير 12 وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور 13 ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير 14 هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور 15 أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور 16 أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير 17}

صفحة 7008 - الجزء 10

  إياها حتى أمكن العباد عليها التصرف، ولو كان مضطربًا لما كان كذلك، ومعنى الذلول: الطائعة المنقادة، وجمعه: ذُلُلٌ.

  ومناكب الأرض: ظهورها، ومَنْكِبُ كل شيء أعلاه، وأصله: الجانب، ومنه: منكب الرجل، ومنه: الريح النكباء.

  والنشور: الحياة بعد الموت، نشر الميت: إذا عاش، ينشر نشورًا، وأنشره الله ينشره إنشارًا أي أحياه، فإذا أردت أنه عائش قلت: ناشر، وإذا أردف أنه أحياه الله قلت: منشر، قال الأعشى:

  حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ فِيمَا رَأَوْا ... يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ

  وأصله من النشر ضد الطي.

  الخسف: الذهاب في الأرض، يقال: خسف الله به الأرض، وخَسَفَ القمرُ: ذهب نوره.

  والمَوْرُ: التردد في الذهاب والمجيء، مار يَموُرُ مَوْرًا فهو مائر، نحو: ماج يموج موجًا فهو مائج.

  والحاصب: الحجارة التي يرمى بها كالحصا، حصبه بالحصا: إذا رماه بها، يحصبه حصبًا.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ} في المشركين، كانوا ينالون من رسول الله ÷، فيخبره جبريل بما قالوا فيه، فيقول بعضهم لبعض: أسروا قولكم كي لا يسمع إله محمد.