قوله تعالى: {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون 44 وأملي لهم إن كيدي متين 45 أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون 46 أم عندهم الغيب فهم يكتبون 47 فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم 48 لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم 49 فاجتباه ربه فجعله من الصالحين 50 وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون 51 وما هو إلا ذكر للعالمين 52}
  قراءة العامة: «لَيُزْلِقُونَكَ»، وعن الأعمش: «ليزهقونك» أي: يهلكونك، وروي نحوه عن ابن عباس وابن مسعود، ولعلهم فسروا به.
  قرأ أبو جعفر ونافع: «ليَزْلِقُونَكَ» بفتح الياء، الباقون بضمها، وهما لغتان، زَلَقَهُ يَزْلِقُهُ زَلْقًا، وأزْلقَهُ يُزْلِقُهُ إزلاقًا.
  · اللغة: الاستدراج: مأخوذ من الدرجة، وأصل الدَّرَجِ: المَشْيُ، يقال: دَرَجَ الصبي أي: مشى، ومنه: ما دَبَّ ودَرَجَ، قيل: الأحياء والأموات، ومنه: الدَّرَجُ الذي يرقى عليها، والمَدْرَجَة: الطريق المسلوك، ومدارج الأكمة: طرقها المعترضة فيها.
  والإملاء: الإمهال.
  والكيد والإرادة من النظائر، ومنه: {كِدْنَا لِيُوسُفَ}[يوسف: ٧٦].
  والمبين: القوي.
  والغُرْمُ: أصله اللزوم، والمَغْرَمُ: اللازم من الدَّين الذي يلح في اقتضائه، ومنه: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}[الفرقان: ٦٥] أي: لازما، والمَغْرَمُ: مصدر غَرِمْتُ غُرْمًا ومَغْرمًا، نحو: خرجت خروجًا ومخرجًا، وفلانٌ مغرم بكذا أي: مولع به، لازم له، والغريم يلزمه الدَّين، وصاحب الدَّين؛ لأنه يلزم من عليه الدَّين، والغرم: أداء شيء يلزم.
  والكَظْمُ: أصله الإمساك والحبس، والكاظم: الممسك على ما في قلبه، والأصل في الكظم البعير، وهو أن يردها في حلقه، يقال: كَظَمَ البعيرُ: إذا لم يجتر، وكظم فلان غيظه: إذا تجرعه ولم يمضه، وكظم الخَصْمَ: أجابه بالمسكت.
  والعراء: الأرض العارية من النبات، قال الشاعر:
  ورَفَعْتُ رِجْلاً لاَ أَخَاُف عِثارَهَا ... ونَبَذْتُ بِالْبَلَدِ الْعَرَاءِ ثِيَابِي