قوله تعالى: {الحاقة 1 ما الحاقة 2 وما أدراك ما الحاقة 3 كذبت ثمود وعاد بالقارعة 4 فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية 5 وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية 6 سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية 7 فهل ترى لهم من باقية 8}
  · القراءة: قرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب: «ومَنْ قِبَلَهُمْ» بكسر القاف وفتح الباء، وهو قراءة الحسن والسلمي واختيار أبي عبيد وأبي حاتم، ورواه أبان عن عاصم، يعني: ومن معه من أتباعه وجنوده، واعتبروا قراءة ابن مسعود وأبي: «ومن معه»، وقرأ الآخرون: «وَمَنْ قَبْلَهُ» بفتح القاف وسكون الباء، أي: من تقدمه من الأمم.
  قراءة العامة: «وَالْمُؤْتَفِكَاتُ» بالألف على الجمع، وعن الحسن: «الْمُؤْتَفِكَةُ» بغير ألف.
  · اللغة: الحاقة: القيامة، واختلفوا، فقيل: إنه اسم من أسماء القيامة، عن الأصم، وقيل: «فَاعِلَةٌ» من قولهم: حق، ومنه قوله: {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ}[غافر: ٦] فسميت بذلك؛ لأن وعده ووعيده يحق فيها، عن أبي مسلم، وقيل: لأنه يتبين فيها حقائق الأعمال فسميت الحاقة، عن ابن عباس، وقيل: الحاقة: الواجبة، من قولهم: حق، أي: وجب، يعني: وجب لكل أحد جزاءُ عمله، حَقَّ يَحِقُّ حقًّا وحقوقًا فهو حاق، عن ابن الأنباري، وقيل: الحاقة القيامة؛ لأنه يحق فيها الجزاء، وقيل: سميت الحاقة؛ لأنها يوم الحق، عن الكسائي، والحَقَّةُ والحاقة لغتان، وقيل: حقت، ولا كاذبة لها، فسميت حاقة، وقيل: لأنها تحق الكفار، يقال: حاقَقْتُهُ فحَقَقْتُهُ، أي: خاصمته فخصمته.
  والقارعة: القيامة، وأصله من القرع، وهو يقع على الضرب، وعلى الصوت، فإن كان المراد من الصوت فهي في الدنيا الصيحة النازلة بالأمم التي أهلكها الله تعالى، وفي الآخرة نفخة البعث، وسميت القيامة قارعة؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها، ووزنه «فاعلة»، من قرعت الشيء قرعًا.