قوله تعالى: {الحاقة 1 ما الحاقة 2 وما أدراك ما الحاقة 3 كذبت ثمود وعاد بالقارعة 4 فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية 5 وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية 6 سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية 7 فهل ترى لهم من باقية 8}
  والطاغية: المجاوزة بحال غيرها في الشدة، وأصله من طغى، ومنه: الطغيان، والطاغية قيل: مصدر، وقيل: نعت، أي: بأفعالهم الطاغية، والهاء فيه يحتمل أن يكون للتأنيث، ويحتمل المبالغة، كالعَلَّامة والنسَّابة.
  والصرصر: الريح الشديدةُ الصوت، سمي بذلك لما يسمع من الصرير، صر، وصرصر، ومنه: صرير الباب، وبناؤه «فَعْلَل»، وهو ماض، مأخوذ من الصِّرِّ، ومنه: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}[آل عمران: ١١٧] ونظير: صر، وصرصر: صل، وصلصل.
  والعاتية: فاعلة من العتو، وهو تجاوز المقدار في العصيان، المتمرد فيه لا ينفعه وعْظٌ، يقال: عتا يعتو عُتُوًّا فهو عاتٍ، وقيل للريح: عاتية تشبيهًا بحال العاتي في الشدة، ومجاوزة الحد.
  والحُسُومُ: القاطعة قطع عذاب الاستئصال، وأصله القطع، حسم طمعه من كذا: قطع، حسم يحسم حسمًا، وانحسم الشيء: انقطع، والحُسُومُ: الشؤم لأنها تحسم الخير عن أهله، ومنه: الحسام، وحُسُوم: جمع حاسم، ونظيره في البناء: راقد ورُقُود، وواقف ووقوف.
  وصرعى: جمع صريع، نحو: قتيل وقتلى، وأسير وأسرى.
  والخاوية: الخالية التي لا شيء في جوفها، ومنه: خوى البطن، وخوت الإبل تخوية: إذا خمصت بطونها، وخَوِيتِ المرأة خوا: إذا لم تأكل عند الولادة، ونجوت الدار: خَلَتْ.
  والربا: الزيادة، ربا يربو: إذا زاد وارتفع، ومنه: الربوة: المكان المرتفع، ومنه:
  الربا للزيادة التي فيه.
  · الإعراب: {الْحَاقَّةُ} قيل: رفع بالابتداء وخبره: {مَا الْحَاقَّةُ} كأنه قيل: أي شيء هو؟ فقيل: الحاقة كقولهم: زيد ما زيد، وقيل: هو خبر ابتداء محذوف أي: هذه