قوله تعالى: {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية 11 لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية 12 فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة 13 وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة 14 فيومئذ وقعت الواقعة 15 وانشقت السماء فهي يومئذ واهية 16 والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية 17 يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية 18}
  ابن عباس، وقيل: زائدة على عذاب الأمم، وقيل: غالبة خارجة عن العادة، ومعناه أخذًا فوق كل أخذ، ولم يرد الزيادة على المستحق.
  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:
  منها: أن الحاقة اسم شرعي للقيامة.
  ومنها: عِظَمُ حال القيامة.
  ومنها: أن التكذيب فعلُهم؛ لذلك أضافه إليهم، وعذبهم عليه.
  ومنها: أن ثمود أهلكت بالصيحة، وعاد بالريح، وابتداؤها كان باليوم، والختم باليوم.
  ومنها: أن الإفك والخطيئة فعل العبد، وكذلك قوله: «فعصوا».
  ومنها: قوله: «فأخذهم» أن العقوبة تستحق على أفعالهم، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ١١ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ١٥ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ١٦ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ١٨}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وعاصم في بعض الروايات عنهما: «وتَعْيهَا» ساكنة العين تشبيهًا بقوله: {وَأَرْنَامَنَاسِكَنَا}[البقرة: ١٢٨] وهي قراءة غير مرضية، وعن حمزة بشم العين الكسرة ولا يشبعها، والقراء على كسر العين وإشباعها.