قوله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه 19 إني ظننت أني ملاق حسابيه 20 فهو في عيشة راضية 21 في جنة عالية 22 قطوفها دانية 23 كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية 24 وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه 25 ولم أدر ما حسابيه 26 ياليتها كانت القاضية 27 ما أغنى عني ماليه 28 هلك عني سلطانيه 29}
  · الأحكام: يدل قوله: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً} أنه جعل الخبر الذي تقدم تذكرة للزجر عن المعاصي والحث على الطاعة.
  وتدل الآيات على أهوال القيامة وانشقاق السماء، وكون الملك في الأطراف، ويرون العرش.
  ومتى قيل: فما فائدته؟
  قلنا: تعظيمًا لحال العرض عنده على ما جرت به العادة في الدنيا، وقيل: هو علم لجميع الناس عنده، وقيل: هو سقف الجنة، وظل أهل الطاعة.
  ومتى قيل: وكيف العرض على الله، وهو ليس في مكان؟
  قلنا: قيل: هو عرض على الملائكة، وقيل: على موضع الحساب، وذلك عرض الجزاء، لا عرض المعرفة؛ لأنه تعالى عالم بكل شيء.
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ١٩ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ٢٠ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٢١ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ٢٣ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ٢٤ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ٢٥ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ٢٦ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ٢٧ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ٢٨ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ٢٩}
  · القراءة: قرأ حمزة ويعقوب: «ماليه» و «سلطانيه» وفي سورة (القارعة) {مَا هِيَهْ}[القارعة: ١٠] بحذف الهاء في الوصل، وقرأ يعقوب وحده: «اقرأوا كتابيه»، «ملاقٍ حسابيه»، «لم أوت كتابيه»، «ما حسابيه» بحذف الهاء في الوصل، الباقون بإثبات الهاء في الوصل، ولا خلاف في إثباتها عند الوقف.