قوله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه 19 إني ظننت أني ملاق حسابيه 20 فهو في عيشة راضية 21 في جنة عالية 22 قطوفها دانية 23 كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية 24 وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه 25 ولم أدر ما حسابيه 26 ياليتها كانت القاضية 27 ما أغنى عني ماليه 28 هلك عني سلطانيه 29}
  · اللغة: العيشة: الحالة التي تستمر بها الحياة، عاش عيشًا، ومنه: المعاش الذي يُطْلَب لفائدة النفع.
  والراضية: «فاعلة» من رضي يرضى راضية، أي: ذات رضًا، كأن العيشة أعطيت حتى رضيت؛ لأنها بمنزلة الطالبة، كما أن الشهوة بمنزلة الطالبة للمشتهى.
  والقطوف: واحدها قِطْف، مكسورة القاف، وهي الثمرة التي تقطف، فإذا فتحت القاف فهو مصدر قَطَفَ يَقْطِفُ قَطْفًا، فهو قاطف، نحو: ضرب يضرب ضربًا، فهو ضارب، والقطف: أخذ المرة من الشجرة بسرعة.
  والدنو: القرب، دنا يدنو دنوًا فهو دانٍ، وتدانيا.
  والقاضية: الفاصلة بالإماتة، من قضى فلان: إذا مات، وأصله: فصل الأمر، ومنه: قضى القاضي بكذا، والجمع قضايا، ومنه قضاء الله: إجباره على القطع.
  · الإعراب: «يا ليتها» الهاء كناية عن الموتة الأولى في الدنيا، كناية عن غير مذكور.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} في شأن أبي سلمة بن عبد الأسد، عن ابن عباس.
  وقيل: بل هو عام، وهو الصحيح، وذلك الرجل داخل في الجملة.
  · المعنى: ثم بَيَّن تعالى حال الخلق يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ» وهم المؤمنون «فَيَقُولُ هَاؤُمُ» قيل: تعالوا، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. «اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ» وهذا كلام مَنْ بَلَغَ الغاية في السرور، فيدعو غيره لقراءة كتابه والاطلاع على حاله، وقيل: يدعو أهله وقراباته ليزدادوا سرورًا، وقيل: يجوز أن يدعو أعداءه