قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع 1 للكافرين ليس له دافع 2 من الله ذي المعارج 3 تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 4 فاصبر صبرا جميلا 5 إنهم يرونه بعيدا 6 ونراه قريبا 7}
  فما أَنْ وصل إلى وحله حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته، وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى فيه: {سَأَلَ سَائِلٌ} وقيل: إن النبي ÷ دعا عليهم بالعذاب ففيه نزل: {سَأَلَ سَائِلٌ}.
  · المعنى: «سَأَلَ سَائِلٌ» السائل قيل: السائل هو النبي ÷، أي: دعا داع «بِعَذَابٍ» الكافرين، عن أبي علي، وقيل: السائل هو النضر بن الحارث، وقال: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ}[الأنفال: ٣٢] الآية، وقيل: قاله بعض الكفار، ثم اختلفوا، وقيل: قاله تكذيبًا وردًّا، وقيل: على وجه الاستعجال، وقيل: على وجه الاستعلام على من يقع ذلك العذاب، وقيل: دعا النبي، ÷ بالعذاب، عن أبي علي، والباء حقيقة فيه، وقيل: الباء بمعنى (عن) أي: سائل عن عذاب، وقيل: الباء صلة، أي: سأل عذابًا. «وَاقِعٍ» كائن لا محالة؛ لأنه لما تُيُقِّنَ كَوْنُهُ مع فَقْدِ دافع كان كالواقع «لِلْكَافِرينَ» قيل: اللام للنسبة، لمَّا كان نازلاً بهم نسبه إليهم، عن أبي مسلم، وقيل: تقديره: بعذاب للكافرين واقع على التقديم والتأخير، عن الفراء، وقيل: اللام بمعنى (على)، أي: وليقع عليهم، عن الضحاك، وقيل: اللام بمعنى (عن)، أي: بعذاب واقع ليس له دافع عن الكافرين، وقيل: اللام فيه حقيقة، وتقديره: سأل سائل من الكافرين لمن هذا العذاب الذي يذكره محمَّد؟ فأجيب بأنه للكافرين، عن الحسن. «لَيْسَ لَهُ» أي: للعذاب «دَافِعٌ» أي: من يدفعه عنهم «مِنَ اللَّهِ» أي: أنه أحل بهم، فالعذاب من خلقه ومن جهته «ذِي الْمَعَارِجِ» صفة اللَّه، أي: رب المعارج ومالكها وخالقها، كقولهم: فلان ذو مال، واختلفوا في المعارج، قيل: السماوات، عن ابن عباس؛ لأنها موضع عروج الملائكة، وقيل: المعارج: الفتق التي بين كل سماءين وأرضين، عن ابن كيسان، وعلى هذا «تَعْرُجُ» يتصل بالمعارج، وقيل: ذي الفواضل والنعم؛ عن قتادة، لأنها على مراتب، وقيل: معالي الدرجات التي يعطيها الله أولياءه في الجنة؛ لأنه يعطيهم منازل شريفة ودرجات عظيمة، عن أبي علي، فعلى هذا «تَعْرُجُ» يكون ابتداء كلام، وقيل: معارج الملائكة، عن مجاهد، وقيل: ذي