قوله تعالى: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين 36 عن اليمين وعن الشمال عزين 37 أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم 38 كلا إنا خلقناهم مما يعلمون 39 فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون 40 على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين 41 فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون 42 يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون 43 خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون 44}
  والإيفاض: الإسراع، أَوْفَضَ يُوفِضُ إيفاضًا: إذا أسرع، قال رؤبة:
  يَمْشِي بنا الجِدُّ على أَوْفَاضِ
  أي: على عجلة.
  والرَّهَقُ: اللحاق، ورهقه: لَحِقَهُ، ومنه: فلان رَاهَقَ الحُلُمَ: إذا أدرك وقت الاحتلام.
  · الإعراب: «مُهْطِعِينَ» و «عِزِينَ» نصب على الحال.
  «خَاشِعَةً» نصب لتقدم النعت على الاسم.
  · النزول: قيل: كان المشركون يجتمعون عند النبي ÷، ويسمعون كلامه، ثم يكذبونه، ويقولون: إن دخل هَؤُلَاءِ الجنة كما يقوله محمد فإنا ندخلها قبلهم لا محالة، ويكون لنا فيها أكثر مما لهم، فأنزل الله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ} الآية.
  · المعنى: ثم عَقَّبَ ما وعد المؤمنين بذكر الكفار ووعيدهم، فقال سبحانه: «فَمَالِ الَّذِينَ كفَرُوا» أي: ما بالهم وما حملهم على ما فعلوا؟!، كقوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}[النساء: ٨٨] {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ}[المدثر: ٤٩]، «قِبَلَكَ» عندك يا محمد «مُهْطِعِينَ» قيل: مسرعين، عن أبي عبيد، وجماعة، وقيل: متكلفين، عن الحسن، وقيل: عامدين، عن قتادة، وقيل: شاخصون أبصارهم لا يطرفون، عن ابن زيد، أي: ناظرين إليك بالعداوة، وقيل: مادُّون أعناقهم، وجميع ذلك يرجع إلى الإسراع، واختلفوا فيما أسرعوا إليه، ولم ذموا على ذلك؟ فقيل: مسرعين إلى الكفر، وهم