التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما لكم لا ترجون لله وقارا 13 وقد خلقكم أطوارا 14 ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا 15 وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا 16 والله أنبتكم من الأرض نباتا 17 ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا 18 والله جعل لكم الأرض بساطا 19 لتسلكوا منها سبلا فجاجا 20}

صفحة 7097 - الجزء 10

  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:

  منها: أن الدعاء إلى الله تعالى لا يُتْرَكُ لأجل رَدِّ مَنْ يَرُدُّهُ.

  ومنها: أن الاستغفار يكون في حكم اللطف لنعيم الدنيا.

  وتدل على أن الاستسقاء لا صلاة فيه كما قال أبو حنيفة خلاف ما يقول الشافعي، وروينا عن عمر مثل ذلك، وروي أن النبي ÷ استسقى ودعا ولم يُصَلِّ، وروي أن عمر استسقى بالعباس ولم يُصَلِّ، وما روي أنه صلى فعندنا يجوز أن يصلي، وإنما نقول: ليس فيه صلاة مرتبة مسنونة.

  ومنها: أن الإصرار والاستكبار فعلُهم.

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ١٣ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ١٤ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ١٥ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ١٦ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ١٧ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ١٨ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ١٩ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ٢٠}

  · اللغة: الوقار: أصله الثبات، وقر الرجل وقارًا ووقورًا بفتح القاف وضمها، وفيه وَقَارٌ، والأمر منه: قِرْ، ونظيره: وقف يقف وقوفًا، والأمر: قِفْ، والوَقْرُ: الثقل في الأذن لثبوته فيه، وقِرَتْ أذنه تَوْقَرُ وقْرًا، وقال الكسائي: وقرت أذنه فهي مُوقَرَة، والوِقْرُ بالكسر: الحمل لثبوته، نخلة مُوقِرٌ ومُوقِرَةٌ وموقورة، فأما قوله: «وَقَرْنَ» قيل: هو من الوقار، وقيل: ليس منه؛ لأنه من الجلوس، يقال: وقَرْتُ أَقِرُ وَقْرًا: إذا جلست، والأول قول أبي عبيد وأبي مسلم.

  والأطوار: الانتقال في الأحوال، حالاً بعد حال، والطَّورُ: التَّارَةُ، يقال: طور بعد طور؛ أي: تارة بعد تارة، وجمعه: أطوار.