التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا 22 إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا 23 حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا 24 قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا 25 عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا 26 إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا 27 ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا 28}

صفحة 7124 - الجزء 10

  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:

  منها: أن الجنة تُنالُ بالاستقامة، وأنها يجوز أن تكون سببًا لسعة الرزق.

  ومنها: على وجوب التفكر في الأدلة.

  ومنها: أنه يكره في المساجد غير العبادات، ولا شبهة في كراهة أعمال الدنيا، واختلفوا في القضاء، لا يكره عند أبي حنيفة؛ لأنها من أمور الدين، وقال الشافعي: يكره.

  ومنها: وجوب الانقطاع إليه تعالى؛ لذلك قال: {لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} ويحتمل قوله: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} أن يكون مدحًا وذمًا.

  ومنها: أن الاستقامة فعلُ العبد، ليس بخلق الله تعالى، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ٢٢ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ٢٤ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ٢٥ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ٢٧ لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ٢٨}

  · القراءة: قرأ ابن عباس ويعقوب بضمْ الياء: «ليُعْلَمَ» على ما لم يسم فاعله، على تقدير: لِيَعْلَمَ الناس أن الرسل قد بلغوا، وقرأ الباقون بفتح الياء.