قوله تعالى: {قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا 22 إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا 23 حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا 24 قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا 25 عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا 26 إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا 27 ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا 28}
  وفتح أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو الياء من قوله: «رَبِّي»، الباقون بإرسالها.
  · اللغة: الإجارة: المنع من لحاق الشر به، أجار يُجِيرُ إجارة فهو مجير، والله يجير، ولا يجار عليه؛ لأنه لا يتهيأ لأحد أن يجير عليه؛ لكمال قدرته.
  والمُلْتَحَدُ: الملتجأ بالميل إلى جهة السلامة به، وهو «مُفْتَعَلٌ» من اللحد: وهو الطريق المنحرف العادل على السمت، وبه سمي لَحْدُ القبر لحْدًا؛ لأنه محفور في جانب منه، ومنه: الملحد؛ لأنه يميل عن الطريق الواضح إلى جانب الضلال.
  والأمد: الغاية.
  والرَّصَدُ: الحفظة، واحدها: راصد.
  · الإعراب: {عَالِمُ الْغَيْبِ} رفع لأنه نعت لقوله: «رَبِّي» وقيل: هو خبر ابتداء محذوف، أي: هو عالم الغيب.
  و (يَسْلُكُ) لازم ومُتَعَدٍّ، سَلَكَهُ وأَسْلَكَهُ، ومنه: {فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ}[الزمر ٢١]، ومنه: {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}[نوح: ٢٠].
  «رَصَدًا» نصب لأنه مفعول، كأنه قيل: يجعل رصدًا نسلكه من بين يديه.
  «عَدَدًا» نصب على الحال، وقيل: على المصدر، أي: عد عددًا.
  ومتى قيل: لِمَ قيل: «فَإِنَّ لَهُ» ثم قال: «خَالِدِينَ»؟
  قلنا: لأنه أخبر عن (مَنْ) و (مَنْ) تكون للجماعة.