قوله تعالى: {ياأيها المزمل 1 قم الليل إلا قليلا 2 نصفه أو انقص منه قليلا 3 أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 4 إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا 5 إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا 6 إن لك في النهار سبحا طويلا 7 واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا 8 رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا 9 واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا 10}
  · القراءة: قراءة العامة: «المُزَّمِّلُ» بكسر الميم وتشديد الزاي يعني المتلفف بثيابه، وعن بعضهم: «المزَمَّلُ» بتخفيف الزاي وفتح الميم وتشديدها على معنى زمل هذا الأمر، أي: حمله، والزمل: الحمل، وقد ازْدَمَلَ الحمل إذا حمله، ومنه حديث أبي الدرداء: (إن فقدتموني لتفقدن زملاً عظيمًا) يعني حملاً من العلم عظيمًا، والزاملة: بعير يستظهر به الرجل، يحمل عليه متاعه.
  قراءة العامة: «قُمِ» بكسر الميم لالتقاء الساكنين، وقرأ أبو السمال العدوي بضم الميم لأجل ضم القاف.
  قرأ أبو عمرو وابن عامر: «وِطاءً» بكسر الواو وفتح الطاء ممدودًا، وهو اختيار أبي عبيد على معنى المواطأة والموافقة، وهو أن يواطئ سمعه وبصره ولسانه. وقرأ الباقون «وَطْئًا» بفتح الواو وسكون الطاء مقصور أي: فراغًا للقلب.
  قراءة العامة: «سَبْحًا» بالحاء غير معجمة، أي: فراغًا وسعة لتصرفك في حوائجك، وأصل السبح: سرعة الذهاب، ومنه: السباحة في الماء، وفرس سابح:
  شديد الجري. وقرأ يحيى بن يعمر: «سَبْخًا» بالخاء المعجمة، أراد: خفة واستراحة، ومنه حديث عائشة: «أنها دعت على سارق سرق منها» فقال ÷: «لا تسبخي عنه بدعائك» أي: لا تخففي، والتسبيخ: توسيع القطن والكتان والصوفي، وتنفيشها، ويقال لما يسقط من القطن عند النَّدْفِ: سبخ، يقال: سَبِّخِي قطنك، قال ثعلب: السبح: التردد والاضطراب. والسَّبْخُ: السكون، ومنه قوله ÷: «الحمى، من فيح جهنم، فسبخوها بالماء» أي: سكِّنوها، وقيل: معناه: خففوها، يقال: سبخ الله عني الحمى، أي: خفف وسهل.