قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219 في الدنيا والآخرة}
  شيء، ولا عليه من الثمن قسط، ثم يطعمون من ذلك اللحم من لا يدخل في الميسر، ولا يتسع حاله لذلك، ويسمون هَؤُلَاءِ القوم أيسارًا، واحدهم يَسَرٌ، ومن لا يدخل معهم بَرَمًا. وقال غيره: كانوا يجزئونها عشرة أجزاء، عن أبي عمرو، وقيل: ثمانية وعشرين جزءًا، ويسهمون عليها بعشرة قداح، ويسمون تلك القداح الأزلام.
  فأما السبعة فأولها: الفَذُّ، وله نصيب واحد، والتوأم، وله نصيبان، والرقيب وله ثلاثة، والحَلِس بفتح الحاء وكسر اللام، وقيل: بكسر الحاء وسكون اللام، وله أربعة، والنافس، وله خمسة، والمُسْبِلُ، وله ستة، والمُعَلَّى، وله سبعة.
  وأما الثلاثة التي لا أنصباء لها فهي: المَنِيحُ، والسَّفِحُ والوَغْدُ.
  واختلفوا فيمن يخرج له سهم من الثلاثة فقيل: كان لا يأخذ شيئًا، ويغرم ثمن الجزور كله، وقيل: لا يأخذ ولا يغرم. فأما في الشرع فالميسر أنواع القمار كلها.
  والعفو قيل: أُخِذ من الزيادة، حتى عفوا: زاد عددهم، وقيل: من الترك، والتفكر: تصرف في القلب، تفكر تفكرًا.
  · الإعراب: في توحيد كاف (كذلك) وجهان: أحدهما: على تقدير كذلك أيها القبيل، الثاني:
  أن يكون خطابًا للنبي ÷ كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ}.
  و (ماذا) يحتمل وجهين: الرفع والنصب، فالرفع على تقدير: ما الذي ينفقون؟
  والنصب على تقدير: أي شيء ينفقون؟ على ما تقدم من بيانه.
  ويقال: ما عامل الإعراب في الظرف في قوله: «فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»؟