قوله تعالى: {ياأيها المزمل 1 قم الليل إلا قليلا 2 نصفه أو انقص منه قليلا 3 أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 4 إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا 5 إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا 6 إن لك في النهار سبحا طويلا 7 واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا 8 رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا 9 واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا 10}
  والإلقاء والتلقين بمعنى، تقول: ألقيت على فلان مسألة، وقال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}[البقرة: ٣٧]، {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ}[النمل: ٦].
  والثقيل: ضد الخفيف، واختلفوا، فقال أبو علي: الثقل ليس بمعنى، وإنما يرجع إلى أجزاء الجوهر، وقال أبو هاشم: هو معنى وهو الاعتمادات اللازمة السفلية، وأما الخفة: فهو انتفاء الثقل فقط، وليس بمعنى، وعن بعضهم أنه معنى.
  والنشوء: إحداث الشيء ابتداءً منه، نشأ الله الخلق أي: خلقهم ابتداءً عن عدم، لا على مثال، ونشأ فلان في بني فلان، والناشئ: النبات، ونشأ السحاب: ارتفع، وأنشأ حديثًا وشعرًا: ابتدأ، والناشئة: الظاهرة. لحدوث شيء بعد شيء، وناشئة الليل: ابتداء عمل الليل شيئًا بعد شيء، يعني عمل الليل، وقيل: ناشئة الليل يريد القيام والانتصاب للصلاة فيه، والناشئة: القيام، مصدر جاء على «فاعلة»، نحو: الخاتمة بمعنى الختم، وقيل: كلما حدث في الليل فهو ناشئ، والجمع: ناشئة، وقيل:
  الناشئ: واحد، جمعها: نَشَأٌ، نحو: خادم وخَدَمٍ، ويقال للذكر والإناث: نشأ.
  والمواطأة: الموافقة والمماثلة، يقال: واطأ في الشعر أي: قال بيتين على قافية واحدة، وأوطأ كذلك، والوطاء من قولهم: وطئهم العدو: إذا نكى فيهم وطأة شديدة، فيكون بالقدم والقوائم وبالخيل، ومنه: «اللهم اشدد وطأتك على مضر» أي: خذهم أخذًا شديدًا، وأصل الباب: التوطئة، وهو التذليل والتمهيد، والوطاء:
  المهاد. وفراش وطيء.
  والأَقْوَمُ: الأخلص استقامة، وأصله من قولهم: هذا قوام الأمر، وقيامه؛ أي: به يستقيم الأمر، وهو مأخوذ من القيام، خلاف القعود، ومنه: القيامة.
  والتبتل: الانقطاع إلى عبادة الله، وإخلاص العمل له، وأصله القطع، ومنه: صدقة بَتَّةٌ بَتْلَةٌ، ويقال: بَتَتُّ الشيء وبتلته: قطعته، ومنه: البتول لانقطاعها إلى عبادة الله، وقيل: لانقطاعها من الأزواج، وبتلت الشيء أَبْتِلُهُ: قطعته، وطلقها بَتَّةً بَتْلَةً أي: قاطعة.