قوله تعالى: {ياأيها المزمل 1 قم الليل إلا قليلا 2 نصفه أو انقص منه قليلا 3 أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 4 إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا 5 إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا 6 إن لك في النهار سبحا طويلا 7 واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا 8 رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا 9 واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا 10}
  · الإعراب: «اللَّيْلَ» نصب؛ لوقوع الفعل عليه، وتقديره: قم في الليل، فلما حذفت (في) وصل إليه الفعل فنصبه، وقيل: نصب على الظرف.
  «نِصْفَهُ» نصب لأنه بدل من (الليلَ)، يقال: أَكَلْتُ السمكةَ رَأْسَهَا.
  «أَوِ انْقُصْ» من كسر الواو فلاجتماع الساكنين، ومن ضم فلضمة القاف.
  «تبتيلاً» نصب على المصدر، وهو مصدر على غير لفظ الفعل؛ لأنه قال: «تبتل» فكان مصدره تبَتُّلاً، إلا أنه ذكر تبتيلاً لنظم رؤوس الآي.
  · النزول: روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله ÷ يصلي بالليل، فتسامع الناس به، واجتمعوا، وكبروا، فدخل البيت فقال: «أخاف أن تكتب عليكم»، فجعلوا يتنحنحون حتى يخرج إليهم، فنزل قوله: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، ففرضت صلاة الليل حتى كان أحدهم ليربط حبلاً فيتعلق به، فمكثوا كذلك ثمانية أشهر، ثم نسخ ذلك، فصارت صلاة الليل تطوعًا.
  وقيل: لم يكن فريضة، بل كان تطوعًا؛ لأن الفرض لا تخيير فيه، وقيل: كان فرضًا، والزيادة والنقصان موقوفًا على رأي المصلي واختياره.
  وقيل: لما نزلت هذه الآية اشتدت عليهم محافظة الوقت نصف الليل، أو أقل، أو أكثر، فكان يفوته حتى يصبح، فشق عليهم، فتورمت أقدامهم، فخفف عنهم، ونسخت.
  وقيل: بَيْنَ أن فُرِضَت حتى نُسِخت سَنَةً، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: كان بينهما عشر سنين، عن سعيد بن جبير، وقيل: ثمانية أشهر، عن عائشة، وقيل: كان هذا بمكة قبل فرض الصلوات الخمس، ثم نسخ بالخمس، عن