قوله تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا 11 إن لدينا أنكالا وجحيما 12 وطعاما ذا غصة وعذابا أليما 13 يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا 14 إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا 15 فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا 16 فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا 17 السماء منفطر به كان وعده مفعولا 18}
  · الأحكام: في الآية أحكام:
  منها: وجوب صلاة الليل عليه ÷، هكذا قاله أكثر المفسرين، وذكر أبو علي أنه لم يكن واجبًا؛ بل كان نفلاً؛ فلذلك خُيِّرَ، قال القاضي: وإذا كان مطلق الأمر لا يقتضي الوجوب لم يكن في ظاهره دلالة على ما يقوله القوم، إلا أنه ثبت أن أوامر الله ورسوله تقتضي الوجوب، فلهذا دل الظاهر عليه، وإذا ثبت وجوبه اختلفوا، فالأكثر من الفقهاء والمفسرين أنها منسوخة، وعن الحسن وابن سيرين لا بد من قيام الليل، ولو قدْر حلب شاة.
  ومنها: أن القرآن تجب قراءته على الترتيب على وجه يُتِمُّ الحروف، ويُفْهِمُ المعنى.
  ومنها: وجوب الانقطاع إليه في جميع الأحوال، وعبادته مخلصًا لكونه ربًّا وخالقًا ومنعمًا.
  ومنها: وجوب الصبر على أذى المخلوقين، على من يدعو إلى الدين، والمعاشرة بأحسن الأخلاق، والدعاء بالرفق؛ ليكون أقرب إلى الإجابة، ومع ذلك لا ينبغي ترك الدعوة والاحتجاج عليهم.
  ومنها: أن التبتل والصبر والهجر فعلُ العبدِ.
قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ١١ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ١٢ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ١٣ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ١٤ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ١٦ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ١٧ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا ١٨}