قوله تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا 11 إن لدينا أنكالا وجحيما 12 وطعاما ذا غصة وعذابا أليما 13 يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا 14 إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا 15 فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا 16 فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا 17 السماء منفطر به كان وعده مفعولا 18}
  · القراءة: قراءة العامة: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}، وعن ابن مسعود وعطية: «فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شييبًا إن كفرتم»، وقرأ أبو [السمال] العدوي: «فكيف تَتَّقُونِ» بكسر النون على الإضافة، والمجمع عليه فتح النون.
  · اللغة: لفظة (ذَرْ) جاء مستقبلاً، وأخذ منه الأمر والنهي، ولم يجئ منه الماضي استغناء عنه بما هو أولى منه، وهو (تَرَكَ)؛ لأن الواو متكرهة حتى يقرنها إلى الهمزة، وعلى هذا: دَعْ.
  والنَّعمة: التنعم، والنِّعمة: الثروة، والنعمة: المنة، والنُّعْمَة بضم النون: المسرة، والنِّعمة: المال.
  والتمهيل: التأخير في المدة.
  والأنكال: القيود، واحدها نِكْلٌ.
  والغُصَّةُ: تزدد اللقمة في الفم، لا يسيغها آكلها، يقال: غص بِرِيقِهِ يَغَصُّ غَصَصًا، وفي قلبه غُصَّةٌ أي: لوعة، لا يسيغ معها طعام ولا شراب.
  والكثيب: الرمل المجتمع الكثير.
  والمهيل: السائل، يقال: هِلْتُ الرمل أَهِيلُهُ: إذا حركت أسفله، فسال من أعلاه، ويقال: مَهِيل ومهيول نحو: مكيل ومكيول، ويقال: انهال الرمل انهيالاً، ومنه الحديث: «كِيلُوا ولا تَهِيلُوا»، ويُقال: تهيل الرمل وانهال، وَهِلْتُه: إذا نثرته وصببته من يدك، وهيّلته: أرسلته إرسالاً يجري، وأهلته لغة، والأهيل والهَيَال: السيال.
  والوبيل: الثقيل الشديد، وبناؤه «فَعِيلٌ» من الوبال، وكُلُّ ثقيل وبيل، ومنه: كَلأَ