التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها المدثر 1 قم فأنذر 2 وربك فكبر 3 وثيابك فطهر 4 والرجز فاهجر 5 ولا تمنن تستكثر 6 ولربك فاصبر 7 فإذا نقر في الناقور 8 فذلك يومئذ يوم عسير 9 على الكافرين غير يسير 10}

صفحة 7154 - الجزء 10

  وقتادة، والزهري، وابن زيد، وقيل: الزاي بدل من السين؛ أي الرجس فاهجر، يعني اجتنب النجاسات، وقيل: فاجتنب الشرك، عن الضحاك، وقيل: الشيطان، عن الأصم، وقيل: العذاب، عن الكلبي؛ أي: اهجر ما يوجب العذاب من الأعمال، وقيل: كان عند البيت صنمان، فقال تعالى: «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» وقيل: جانبْ كلَّ قبيح وخلق ذميم، مثل: الخنا، والسفه، والبخل، وما أشبه ذلك، عن أبي علي، وقيل: أسقطْ حب الدنيا من قلبك، فإنه رأس كل خطيئة «وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» قيل: لا تُعْطِ شيئًا طمعًا في أن تُعْطَى أكثر منه، فتكون طالبًا للمكافآت، عن ابن عباس، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، ومجاهد، وقيل: هو الربا الحرام، أي: لا تعط شيئًا لطلب أن تعطى أكثر مما أعطيت، عن الضحاك، وأبي مسلم، وقيل: لا تمنن على الله بعملك، فتستكثره، عن الحسن، وقيل: لا يكثرن عملك في عينك؛ فإنه فيما أنعم الله عليك، وأعطاك قليل، عن الربيع، وقيل: لا تضعف في عملك مستكثرًا لطاعتك، عن مجاهد، وقيل: لا تستكثر عملك؛ فتراها من نفسك، وإنما عملك به تعالى؛ إذ جعل لك إليه سبيلاً، وهداك له، فعليك بالشكر، عن ابن كيسان، وقيل: لا تمنن على الناس بالنبوة لتأخذ منهم عليها أجرًا، عن ابن زيد، وقيل: لا تمنن على الناس بما تنعم عليهم وتعطيهم في ذات الله، فتمن على صاحبها على سبيل الاستكثار منك كذلك، عن أبي علي، وقيل: إذا أعطيت عطية فأعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك عليها، عن أبي مسلم. وقيل: لا تمنن بما تأتيه من الإبلاغ على أمتك، عن أبي علي. وقيل: الأقرب أنه أراد لا تعط ما تعطيه للرياء والسمعة؛ ولكن أعطها لله خالصة. وقيل: بل الأقرب أنه البلاغ والنبوة؛ ليصح اتصاله بما قبله وما بعده. «وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ» قيل: فاصبر على أذى المشركين، عن مجاهد، وقيل: لربك فاصبر على عطيتك [كأنه وصله لما قبله وجعله صبرًا على العطاء. من غير استكثار]، عن إبراهيم؛ يعني: إذا أعطيت فاصبر حتى يُعَوِّضَك، ولا تطمع أن تأخذ عوضًا، وقيل: لقضاء ربك فاصبر، وقيل: لوجه ربك فاصبر على مشاق التكليف، وقيل: