التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219 في الدنيا والآخرة}

صفحة 880 - الجزء 1

  عنده، ولأنه قد ينفك من تلك الأمور، والإثم ثابت على الإطلاق فصار تقديره:

  في شرب الخمر وفعل القمار إثم كبير، وقيل: المنافع قبل التحريم، والإثم بعد التحريم، عن الربيع والضحاك. وقيل: في حالة واحدة، وتحريمه ثانية، وإن كان لو شرب انتفع كالماء للصائم «وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا» بما يلزم عليه من العقوبة، وكذلك حال كل قبيح إثمه أكبر من نفعه «وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ»، قيل: الفضل عن النفس والعيال؛ ليكون عن ظهر غنى، عن ابن عباس وقتادة وعطاء والسدي. وقيل: الوسط من غير سرف ولا تقتير، عن الحسن وعطاء. وقيل الصدقة المفروضة، عن مجاهد. وقيل: الطيب، عن الربيع «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّه لَكُمُ الآيَاتِ» الحجج، قيل: في أمر النفقة والخمر والميسر، وقيل: في سائر شرائع الإسلام «لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» قيل: تنظرون في أمر الدنيا والآخرة فتحبسون ما يصلحكم من معاشكم، وتنفقون الباقي لآخرتكم، وقيل: لعلكم تتفكرون في الدنيا وزوالها وفنائها، وما يشوبها من الهموم. والمضار، وفي إقبال الآخرة وبقائها وخلوصها من الشوائب، فترغبون فيها بالتمسك بطاعته، والانتهاء عن معاصيه، وقيل: في نعيم الدنيا وثواب الآخرة، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: في الآية أحكام وأدلة من وجوه:

  أولها: تحريم الخمر وما يشبهها والثاني: الكلام في الميسر.