قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا 11 وجعلت له مالا ممدودا 12 وبنين شهودا 13 ومهدت له تمهيدا 14 ثم يطمع أن أزيد 15 كلا إنه كان لآياتنا عنيدا 16 سأرهقه صعودا 17 إنه فكر وقدر 18 فقتل كيف قدر 19 ثم قتل كيف قدر 20 ثم نظر 21 ثم عبس وبسر 22 ثم أدبر واستكبر 23 فقال إن هذا إلا سحر يؤثر 24 إن هذا إلا قول البشر 25}
  قبل حينه، بسورًا، ومنه: البُسْرُ، لتعجيل حاله قبل الإرطاب، والبسر من كل شيء:
  الغض، نبات بسر، وماء بسر: قريب العهد بالسحاب، قال توبة:
  وَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا صُدُودٌ رَأَيْتُهُ ... وَإِعْرَاضُهَا عَنْ حَاجَتي وبُسُورُهَا
  والإدبار: الأخذ على جهة الدبر، ونقيضه: الإقبال. دَبَرَ يَدْبُرُ دبورًا، وأدبر إدبارًا، وتدبر: نظر في عاقبة الأمر ودبره ومحله، مأخوذ من جهة الخلف.
  · النزول: قيل: نزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان له مال وبنون، قال ابن عامر: وكان يسمى الوحيد في قومه، ثم اختلفوا، فقيل: إنه أتى قريشًا في ناديها، وقال: هذا الموسم، والناس يسألون عن محمد، فما أعددتم الجواب؟ قالوا: نقول: كاهن، فقال: الكاهن يكذب، وهو لا يكذب، قالوا: نقول شاعر، فقال: إن كلامه ليس بشعر، قالوا نقول: مجنون، قال: تعلمون أنه ليس به جنون، ثم فكر في نفسه، وقال: هو ساحر، وكلامه سحر، يفرق بين الرجل وأهله وولده.
  وقيل: لما نزل على رسول الله ÷: {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[غافر: ١ - ٢]، قرأ النبي ÷ طرفًا منها في المسجد، والوليد قريب منه يسمع فاستحسنه، وأتى نادي قومه من بني مخزوم، وقال: لقد سمعت من محمد كلامًا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو، فقالوا: صبأ الوليد [والله لتصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد: ريحانة قريش، فقال لهم أبو جهل: أنا أكفيكموه]، وأتى أبو جهل وقعد بجنبه حزينًا، فسأله الوليد: ما لي أراك حزينًا؟ فقال: إن قريشًا