قوله تعالى: {فما لهم عن التذكرة معرضين 49 كأنهم حمر مستنفرة 50 فرت من قسورة 51 بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة 52 كلا بل لا يخافون الآخرة 53 كلا إنه تذكرة 54 فمن شاء ذكره 55 وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة 56}
  والقسورة: أصله الأخذ بشدة من: قسره يَقْسِرُهُ قسرًا نحو: قهره يَقْهَرُهُ قهرًا، واقتسره اقتسارًا، وأخذه قسرًا؛ أي: قهرًا.
  والصحيفة: جمعه صحف وصحائف، ومنه: المصحف، وجمعه: المصاحف.
  والنشر: خلاف الطي، وهو بسط الملتف.
  · الإعراب: «مُعْرِضِينَ» نصب على الحال.
  «إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ» الهاء كناية عن القرآن أو الوحي.
  · النزول: قيل: إن المشركين قالوا: يا محمد إن شئت أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان من رب العالمين، نؤمن فيها باتباعك، عن الحسن، وقتادة، ومجاهد. وقيل: كان المشركون يقولون: إن كان محمد صادقًا فليصبح عند رأس كل أحد منا صحيفة فيها براءة من النار، فنزلت الآية، عن ابن عباس.
  قال مطر الوراق: كانوا يريدون براءة من غير عمل، وقيل: قالوا: يا محمد، بلغنا أن بني إسرائيل كانوا إذا أذنب واحد منهم أصبح وعند رأسه مكتوب ذنبه وكفارته فأتنا بمثله، وكره رسول الله ÷، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {بَلْ يُرِيدُ}.
  · المعنى: ولما تقدم ذكر المواعظ عقب بذكر إعراضهم عنها، فقال سبحانه: «فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ» أي: ما الذي منعهم عن تذكرة ما يتلى عليهم بعد وضوح الآيات وإزاحة العلة «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» أي: نافرة «فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ» قيل: هم الرماة، عن ابن عباس، وأبي موسى، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن كيسان، وقيل: القَنَّاص، عن سعيد بن جبير، وقيل: جماعة الرجال، عن ابن عباس بخلاف، وقيل: الأسد، عن أبي هريرة، وزيد بن أسلم، وابن زيد، وروي نحوه عن ابن عباس، سمي