قوله تعالى: {فإذا برق البصر 7 وخسف القمر 8 وجمع الشمس والقمر 9 يقول الإنسان يومئذ أين المفر 10 كلا لا وزر 11 إلى ربك يومئذ المستقر 12 ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر 13 بل الإنسان على نفسه بصيرة 14 ولو ألقى معاذيره 15}
  والوَزَرُ: ملجأ مِنْ حصن أو غيره، ومنه: الوزير: المُعِينُ الذي يُلْجَأُ إليه في الأمور، ومنه: وزرت الحائط: قويته بأساس كبناء يقف عليه.
  والمستقر: موضع القرار، ونظيره: المأوى والمثوى، والمستقر على ضربين: مستقر إلى أمد، ومستقر إلى الأبد.
  والفَرُّ: مصدر فر يَفِرُّ فرًّا وفرارًا، وفي حديث سراقة: (هذان فَرُّ قريش أفلا أرد على قريش فَرَّها) يريد: الفارين من قريش، يعني: النبي ÷ وأبا بكر، يقال: رجل فرٌّ، ورجلان فرٌّ، ورجال فرٌّ.
  والنبأ: الخبر العظيم الشأن.
  والتقديم: ترتيب الشيء قبل غيره، ونقيضه: التأخير، والتقديم ثلاثة: في زمان، ومكان، ورتبة.
  والبصيرة والبينة والدلالة والحجة نظائر، والبصيرة: ما يبصر به الشيء، ودخلت الهاء للمبالغة، وقيل: هو كقولك: فلان عبرة وحجة، عن الأخفش.
  المعاذير: هو التنصل من الذنب بذكر العذر، والعذر: ذكر منع يقطع عن الفعل المطلوب. والاعتذار: الاجتهاد في تثبيت العذر، وواحد المعاذير قيل: معذرة، عن علي بن عيسى، ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ}[غافر: ٥٢]، وقيل: واحد المعاذير: مِعْذَارٌ، عن الزجاج.
  · المعنى: لما تقدم السؤال عن القيامة عقبه بالجواب ببيان شرائطه. وأمارته، فقال سبحانه: «فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ» تقديره: يوم القيامة إذا برق البصر وَخَسَفَ الْقَمَرُ، عن الحسن، قيل: شخص ناظرًا فلا يطرف من هول ما يرى من أحوال القيامة مما كان يكذب به في الدنيا، كقوله: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ}[إبراهيم: ٤٣] عن قتادة، ومقاتل، وأبي مسلم، وقيل: حار، وقيل: دهش «وَخَسَفَ الْقَمَرُ» قيل: أظلم وذهب ضوؤه كأنه يذهب نوره في خسف من الأرض فلا يرى، وقيل: غاب، عن ابن كيسان،