التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به 16 إن علينا جمعه وقرآنه 17 فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 18 ثم إن علينا بيانه 19 كلا بل تحبون العاجلة 20 وتذرون الآخرة 21}

صفحة 7184 - الجزء 10

  محرك، والحركة: اسم لكون يوجد بعد ضده، والمتحرك له حالة بكونه متحركًا، وهو عندنا اسم للكون في الأكنة الثانية التي ينتقل إليها، والحركة والسكون من جنس الأكوان.

  والعجلة: عمل الشيء قبل وقته الذي ينبغي فيه، ونقيضه: الإبطاء.

  والاتباع والاقتداء والاحتذاء نظائر، والاتباع: موافقة الثاني للأول، اتبعه يتبعه اتباعًا، ونقيضه: الخلاف.

  والبيان: إظهار المعنى للنفس بما يتبين به من غيره، بانَ الشيء يبين، وأبانه غيره.

  والقرآن: أصله من الضم والجمع، وهو مصدر كالرجحان والنقصان، يقال: قريت الماء في الحوض أي: جمعت.

  · النزول: قيل: كان رسول الله ÷ يكثر تحريك لسانه بالقرآن مخافة النسيان، فنزل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}، عن مجاهد، وقتادة.

  وقيل: كان إذا نزل القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه، فنزل: {لَا تُحَرِّكْ}، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والضحاك، وفيه نزل: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}⁣[طه: ١١٤].

  · النظم: يقال: كيف يتصل {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} بما قبله؟ وكيف يتصل به قوله: {بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ

  قلنا: فيه وجوه:

  أولها: أن هذا خطاب للنبي ÷ في الدنيا، ونظم الكلام: أنه لما تقدم ذكر القيامة والوعيد قال: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ} قراءته؛ بل كررها عليهم، ورتل ليتقرر