التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة 22 إلى ربها ناظرة 23 ووجوه يومئذ باسرة 24 تظن أن يفعل بها فاقرة 25}

صفحة 7187 - الجزء 10

  النضارة: الحسن، نضر وجهه يَنْضُرُ نضارة، ونضره فهو ناضر، والنضيرة: نظر البهجة والطلاقة، ونقيضه: العبوس والبسور.

  و (إلى) مقصور يكون حرفًا ويكون اسمًا، فالحرف كقولك: مِنْ زيد إلى عمرو، ومن بغداد إلى الكوفة، وعمله أنه يجر ما بعده، وإذا كان اسمًا فمعناه النعمة، وجمعه: آلاء، يقال: إلىً وآلاء نحو مِعًى وأمعاء، وفيه لغات.

  والنظر: مصدر نظر ينظر نظرًا فهو ناظر، ويختلف استعماله، والنظر أصله نظر العين، وهو تقليب الحدقة نحو المرئي التماسًا لرؤيته مع سلامة الحاسة، ثم يستعمل في الفكر، يقال: نظرت في هذه المسألة، أي: تفكرت، ومنه: المناظرة، والنظر ينقسم فيقال: نظر إليه نظر رحمة، ونظر غضبان، ونظرًا شزْرًا، ويستعمل بمعنى الانتظار، ومنه: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}⁣[البقرة: ٢٨٠]، وقال الشاعر:

  إِنِّي إِلَيْكِ بِمَا وَعَدْتِ لَنَاظرٌ ... نَظَرَ الْفَقِيرَ إِلَى الْغَنِيِّ المُوسِرِ

  والبسور: ظهور حال الغم في الوجه، ونظيره العبوس.

  والفاقرة: الكاسرة لفقار الظهر شدة، ونظيره: الداهية والآبدة، وأصله من الفقار، يقال: فقره: إذا كسر فقاره.

  · الإعراب: «رَبِّهَا» مجرور بـ (إلى) إنْ حمل على الحرف، وإنْ أريد به النعمة فلأنه مضاف إليه، و (نَاظِرَةٌ) صفة للوجه أي: وجوه ناضرة ناظرة إلى ربها.