التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا بلغت التراقي 26 وقيل من راق 27 وظن أنه الفراق 28 والتفت الساق بالساق 29 إلى ربك يومئذ المساق 30 فلا صدق ولا صلى 31 ولكن كذب وتولى 32 ثم ذهب إلى أهله يتمطى 33 أولى لك فأولى 34 ثم أولى لك فأولى 35}

صفحة 7192 - الجزء 10

  ومتى قيل: إن المصحح للرؤية هو الوجود؟

  قلنا: لا نسلم؛ لأن كثيرًا من الموجودات لا ترى.

  فإن قالوا: يصح أن يرى سائر الأعراض وإن لم نره؟

  قلنا: يلزمكم أن يصح رؤية المعدوم، وبعد فإن الموجود كما يصحح الرؤية يصحح إدراك سائر المدركات على زعمه، فوجب أن يكون تعالى ملموسًا مشمومًا مذوقًا، فتعالى الله عن ذلك.

قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ٢٦ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ٢٧ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ٢٨ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤ ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٥}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «مَنْ رَاقٍ» بإظهار النون يقف عليه وقفة يسيرة، والباقون بالإدغام، وكذلك: {بَل رَانَ}⁣[المطففين: ١٤].

  · اللغة: التراقي: العظام المكتنفة للحلق يمينًا وشمالاً، وقيل: مقدم الحلق من أعلى الصدر تترقى إليه النفس عند الموت، وهناك يقع الحشرجة، واحدها: تَرْقُوَةٌ، قال دريد بن الصمة:

  فَرُبَّ عَظِيمَةٍ دَافَعْتُ عَنْهُمْ ... وَقَدْ بَلَغَتْ نُفُوسُهُمُ التَّراقِي

  والراقي: الطالب للشفاء، رقاه يرقيه رُقْيَةً: إذا طلب له الشفاء بأسماء الله تعالى،