التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا بلغت التراقي 26 وقيل من راق 27 وظن أنه الفراق 28 والتفت الساق بالساق 29 إلى ربك يومئذ المساق 30 فلا صدق ولا صلى 31 ولكن كذب وتولى 32 ثم ذهب إلى أهله يتمطى 33 أولى لك فأولى 34 ثم أولى لك فأولى 35}

صفحة 7193 - الجزء 10

  وآيات كتابه، وأما العوذة فدفع البلية بكلماته تعالى، وكانت العرب تفزع إلى الرقاة كثيرًا، ومنه قول الشاعر:

  فَمَا تَرَكَا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلمَانِهَا ... وَلاَ سَلْوة إِلَّا وَقَدْ سَقَيَانِي

  {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} العرب تَذْكُرُ الساق، وتريد شدة الأمر، يقولون: قامت الحرب على ساق، قال الشاعر:

  لاَ يُرْسِلُ السَّاقَ إِلَّا مُمْسِكًا سَاقَا

  والمساق: الموضع الذي يساق إليه، وأصله من السَّوْقِ.

  والتولي: الإعراض.

  والتمطي: تمدد البطن عن الكسل، والمط: المد، تمطى يتمطى، وأصله يتمطط، جعل أحد الطائين ياء، فصار يتمطى، وقيل: أصله: يلوى مطاه، والمطا:

  الظهر.

  والأَوْلَى: قيل: أصله الوَلْيُ، وهو القرب، ومنه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ}⁣[التوبة: ١٢٣] وقيل: الأولى في الفعل هو الأحق، وهو أيضًا من القرب.

  · النزول: قيل: نزلت الآيات في أبي جهل، وقتل يوم بدر شر مقتل، عن النبي ÷: «لكل أمة فرعون، وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل». وقيل: خرج النبي ÷ من المسجد، فاستقبله أبو جهل، فقال ÷: «أولى لك فأولى» فقال: بأي شيء تهددني، لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعل بي شيئًا، وإني لأعز هذا الوادي، ودخل المسجد متغيرًا، فسئل عنه، فقال: إن محمدًا يهددني، ونزلت الآية.