قوله تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا 7 ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 8 إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا 9 إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا 10}
  وإذا بيتيم بالباب يستطعم، فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء، فلما كان في اليوم الثالث عمدت إلى الباقي وطحنته وأختبزته وقدمته إلى علي، وإذا أسير بالباب يستطعم فأطعموه ولم يذوقوا غير الماء ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى علي ومعه الحسن والحسين إلى النبي ÷ وبهما ضعف، فبكى رسول الله ÷، فنزل جبريل وآتاه: «هَلْ أَتَى».
  وعن ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوءًا كضوء الشمس، فيسألون رضوان عنه، ويقولون: يقول ربنا: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا}، فيقول رضوان: ليس هذا شمس ولا قمر ولكن علي وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنة من نور ضحكهما.
  وقيل:
  أنامولى لفتى ... أنزل فيه هل أتى.
  · المعنى: ثم بين تعالى صفة الأبرار التي نالت بها هذه المرتبة، فقال سبحانه: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» قيل: يتمون ما فرض الله عليهم من الواجبات كالصلاة والزكاة والحج ونحوها، عن قتادة. وقيل: إذا نذر طاعة وفّى بها وأتمها، عن مجاهد، وعكرمة. «وَيَخَافُونَ يَوْمًا» يعني يوم القيامة يخافون عذابه إن لم يفوا به، وقيل: أراد بالخوف التقوى، أي: يوفي ويتصدق، ويتقي معاصي الله، خوفًا من العذاب «كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا» يعني يعم العذاب فيه ويقسو في أوله وآخره على العصاة مع كثرتهم، والمراد بالشر العذاب، ومعنى قوله: «كَان شَرُّهُ» أي: أنه واجب واقع كائن لا محالة، ويسمى العذاب شرًا؛ لأنه شر على المعاقبين لا خير لهم فيه وإن كان حسنًا في نفسه. «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ» اختلفوا في الهاء في قوله: «عَلَى حُبِّهِ» كناية عن ماذا؟ فقيل: كناية عن الطعام؛ أي: يتصدقون بالطعام مع محبتهم للطعام، ثم اختلف هَؤُلَاءِ، فقال بعضهم: يطعمون الطعام على شهوتهم له وحبهم إياه، عن ابن عباس،