قوله تعالى: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا 11 وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا 12 متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا 13 ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا 14 ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا 15 قوارير من فضة قدروها تقديرا 16 ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا 17 عينا فيها تسمى سلسبيلا 18}
  · القراءة: اختلف القراء في قوله: «قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ» فقرأ بالتنوين فيهما وبالألف في الوقف: أبو جعفر وشيبة ونافع والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، والأعمش. وقرأ الأول بالتنوين، والثاني بغير تنوين، ويقف على الأول بألف، وعلى الثاني بغير ألف: ابن كثير وخلف بن هشام. وقرأ بغير تنوين فيهما، وبالوقف في الأولى، وفي الثاني بغير ألف: أبو عمرو وابن عامر، وحفص عن عاصم، قال أبو عبيد: ورأيت في مصحف عثمان الأولى بالألف مثبتة، والثانية كانت بالألف فحكت، ورأيت أثرها بينًا هناك. فمن ترك التنوين فلأن «قوارير» لا ينصرف، ومن نون فلتوافق رؤوس الآي، والألف بدل التنوين، فمن نون في الوصل وقف بالألف.
  قراءة العامة: «وَدَانِيَةً» بالهاء منصوبة، وإنما أنث لأن الظلال جمع، وقرأ عبد الله: «ودانيًا» لتقدم الفعل، وفي حرف أبي: «ودانٍ» رفع على الاستئناف.
  وقراءة العامة: «قَدَّرُوهَا» بفتح القاف والدال، أي: قدروها السقاة الطائفون عليهم بها لهم ذلك، وعن الشعبي: «قُدِّرُوها» بضم القاف وكسر الدال، أي: قدرت عليهم، فلا زيادة ولا نقصان، ولا يجوز القراءة إلا بالشائع المستفيض.
  · اللغة: الوقاية: الحفظ والمنع من الأذى، وقاه يقيه وقاية، ووقَّاه تَوْقِيَةً، واتقاه اتقاء، وتوقى توقيًا.
  والشر: ظهور الضرر، وأصله من الظهور، ومنه: شرر النار؛ لظهورها بتطايرها وانتشارها، وقيل: أصله الضرر القبيح، ثم يستعار في غيره، والأول أوجه.
  والنضرة: حسن اللون في نعمة منه، ومنه: نبت نضر، ووجوه ناضرة: مشرقة مسرورة، والنضير: الذهب.