التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا 11 وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا 12 متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا 13 ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا 14 ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا 15 قوارير من فضة قدروها تقديرا 16 ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا 17 عينا فيها تسمى سلسبيلا 18}

صفحة 7212 - الجزء 10

  والأرائك: جمع أريكة، وهي الحَجَلَة، سرير عليه شبه القبة، قال أبو مسلم:

  الأرائك: العرش فوق الأَسِرَّة.

  والدنو: القرب، ومنه الدنيا.

  والقطف: قطع الثمرة.

  والتذليل: التسخير والتسهيل، قال أبو مسلم: وهو من الذِّلّ بكسر الذال الذي هو ضد العز، لا من الذُّل بضم الذال، الذي هو صفة الصعوبة. وقيل: هو من هذا، وأصل البابين واحد.

  الآنية: جمع إناء، ونظيره: أَخْبِيَة وخباء.

  والأكواب: الأباريق التي ليست لها خراطيم، واحدها: كوب.

  والزنجبيل: شيء كان يستطيبه العرب، ويذكرونه في أشعارهم، وتمزج به أشربتهم، قال الشاعر:

  كَأَنَّ القَرَنْفُلَ وَالزَّنَجَبِيلَ ... بَاتَا بِفِيهَا وأَريَا مَشُورَا

  والسلسبيل: الشراب السهل اللذيذ، يقال: شراب سلسل وسلسال وسلسبيل.

  · الإعراب: نصب «دَانِيَةً» عطفًا على «متكئين»، وقيل: على موضع «لا يرون» تقديره: ويرون دانية، وقيل: نصب على المدح.

  ونصب «عينًا» بنزع الخافضة؛ أي: من عين، وقيل: نعت لكأس، وقيل: هو اسم العين معرفة إلا أنه أجري؛ لأنه رأس آية على ما تقدم.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ ما جزى به الأبرار، فقال سبحانه وتعالى: «فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ» أي: منع عنهم عذاب ذلك اليوم «وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً» أي: حسنًا في الوجوه «وَسُرُورًا»