قوله تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 19 وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا 20 عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا 21 إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا 22 إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا 23 فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا 24 واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا 25 ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا 26}
  والسندس: الديباج الرقيق الفاخر الحسن، وهو «فعلل» نحو: ثرثر.
  والإستبرق: الديباج الغليظ.
  والأساور: جمع سوار، وهي حِلْيَةٌ لليد.
  · الإعراب: قيل: في قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ} أن المفعول محذوف، تقديره: وإذا رأيت الأشياء ثَمَّ، و «ثَمَّ» نصب على الظرف، وقيل: (ثَمَّ) المراد به الجنة، يعني: إذا رأيت الجنة.
  و (إستبرق): منصرف، ومن ترك صرفه على ما يحكى عن ابن محيصن فقد غلط؛ لأن الأعجمي إذا عرب في حال تنكيره انصرف.
  وقوله: «أو كفورًا» (أو) بمعنى الواو، أي: ولا كفورا.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} في أبي جهل، وذلك لما فرضت الصلاة بمكة نهاه أبو جهل، وقال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن على عنقه. فأنزل الله تعالى فيه: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا}، عن قتادة.
  وقيل: نزلت في عتبة بن ربيعة، قال للنبي ÷: ارجع عن هذا الأمر لأزوجك بنتي، وأسوقها إليك بغير مهر، عن مقاتل.
  وقيل: نزل قوله: {أَوْ كَفُورًا} في الوليد بن المغيرة، قال للنبي ÷: ارجع عن هذا الأمر أعطك من المال حتى ترضى. فأنزل الله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}.
  وقيل: اجتمع عند النبي ÷ عتبة والوليد، وقالا: إن كنت تطلب رئاسة سودناك، وإن كنت تطلب مالاً أغنيناك، وإن كنت تطلب امرأة زوجناك، فقرأ النبي ÷ (حم السجدة) حتى بلغ قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً}