قوله تعالى: {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا 27 نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا 28 إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا 29 وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما 30 يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما 31}
  إظهاره. وكذلك كقوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ}[يس: ٣٩] أي: قدرنا القمر، قال الشاعر:
  وَالذَّئْبَ أَخْشَاهُ إِنْ خَلَوْتُ بِهِ ... وَحْدِي وَأَخْشَى الرِّيَاحَ والْمَطَرَا
  أي: أخشى الذئب.
  وقرأ أبان بن عثمان: «والظالمون» على الابتداء.
  · اللغة: الأسر: أصله الشد، وتعلق الشيء بعضه ببعض، ومنه قتب مأسور، أي: مشدود، ومنه: الأسير؛ لأنهم كانوا يشدونه بالقيد. وقولهم: خذ بأسره؛ أي: بِشَدِّة قبل أن يحل، ثم كثر حتى صار بمعنى: خذ جميعه، قال الأخطل:
  مِنْ كُل مُجْتَنَبٍ شديدٍ أَسْرُهُ ... سَلِسِ القياد تخالُهُ مُخْتَالاَ
  والتذكرة: دلالة يحضر بها المعنى للنفس، وأصله من الذكر، والتذكرة تكون اسمًا وتكون مصدرًا وهو الغالب عليه، يقال: ذكرت تذكرة، نحو: قدمت تقدمة، وكرمت تكرمة.
  · المعنى: ولما نهى عن طاعة الآثم والكفور بَيَّنَ العلة، فقال سبحانه: «إِنَّ هَؤُلَاءِ» يعني الكفار «يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ» أي: الدنيا، وعاجل لذاتها «وَيَذَرُونَ» يتركون الآخرة «وَرَاءَهُمْ»