التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإذا النجوم طمست 8 وإذا السماء فرجت 9 وإذا الجبال نسفت 10 وإذا الرسل أقتت 11 لأي يوم أجلت 12 ليوم الفصل 13 وما أدراك ما يوم الفصل 14 ويل يومئذ للمكذبين 15}

صفحة 7229 - الجزء 10

  · الأحكام: تدل الآيات على القسم، وقيل: القسم برب هذه الأشياء، عن أبي علي، وقيل:

  بل بهذه الأشياء تنبيهًا على عظيم موقعها.

  وتدل على عظم موقع الرياح والسحاب؛ لما فيهما من القدرة والنعمة، وكذلك الأمطار، وإنما أقسم بها تنبيهًا على ما فيها، وحَثًّا على النظر.

  وتدل على أن القيامة كائن لا محالة.

قوله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ٨ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ٩ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ١٠ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ١١ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ١٢ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ١٣ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ١٤ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٥}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب: «وُقّتَتْ» بالواو وتشديد القاف على الأصل؛ لأنه من التوقيت، وأصله الوقت.

  الباقون: «أُقِّتَتْ» بالألف وتشديد القاف، وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، على قلب الواو همزة للتخفيف، وكراهية الابتداء بالواو المضمومة، والعرب تعاقب بين الواو والهمزة، يقال: وكدت وأكدت، وأَرخْت الكتاب، وورَّخت، ووِشَاح وأشاح، ووِكاف وأكاف، ووِسادة وإسادة.

  وقرأ أبو جعفر بالواو والتخفيف، وقرأ عيسى بن عمر بالهمزة والتخفيف.

  · اللغة: الطمس: محو الأثر على الشيء، والطمس على النجوم كالطمس على الكتاب؛ لأنه يذهب نورها والعلامات التي كانت تعرف بها، وأصله: استئصال أثر الشيء،