التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإذا النجوم طمست 8 وإذا السماء فرجت 9 وإذا الجبال نسفت 10 وإذا الرسل أقتت 11 لأي يوم أجلت 12 ليوم الفصل 13 وما أدراك ما يوم الفصل 14 ويل يومئذ للمكذبين 15}

صفحة 7230 - الجزء 10

  يقال: طَمَسَ الأثر وطُمِسَ: إذا انمحى، وطمس الله بصره فهو مطموس البصر: إذا ذهب أثر العين، وطمست الريح آثار القوم.

  والفروج: الشقوق، ومنه: {وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ}⁣[ق: ٦].

  والنَّسْفُ: قلع الشيء من أصله، نسف البعير النبت: قلعه بقوة من أصله، ونسفت البناء: قلعته، وانتسفت الريح الشيء كأنها تسلبه.

  والتوقيت: تقدير الوقت لوقوع الفعل، فلما كانت الرسل [قد] قدر إرسالها لأوقات معلومة بحسب صلاح العباد، كانت قد وقتت لتلك الأوقات، وَقَّتَ يُوَقِّتُ توقيتًا.

  والتأجيل: التأخير إلى أجل، والأجل: الوقت.

  والفصل: الحكم؛ لأنه يفصل الأمر أي: يقطعه، ومنه الفصيل: ولد الناقة: إذا انفصل من أمه، والمفاصل: مفاصل العظام للفصل بينها.

  «وَيْلٌ»: كلمة وعيد. و «طوبى» كلمة عظيمة. «وويح»: كلمة رحمة. «وويس»، «وويب»: كلمة تحقير. قال سيبويه: «ويح»: زجر لمن أشرف على الهلكة، «وويل»: لمن وقع في الهلكة، والويل: الحزن، وتَوَيَّلَ الرجل: دعا بالويل. وقيل: الويل: العذاب، فإذا دخل فيه حرف النداء فقال: يا ويلتا، فكأنه يناديه، ويقول: يا أيها الويل، هذا حينك، كما يقال: يا عجبَى، أي: يا أيها العجب، هذا حينك. قال الفراء: وأصله في [الويل: (أوي)] أي: حزن، وصلته العرب باللام، وقدروا أنها منه، فعربوها.

  · الإعراب: قوله: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} يقتضي جوابًا؛ لأن (إذا) شرط مؤقت، ولا بد من جواب إما قبل أو بعد، وكذلك قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} يقتضي جوابًا كقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ}⁣[القارعة: ١٠ - ١١]، وجوابه قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} كأنه قيل: يلحق ذلك اليومَ الويلُ بالمكذبين.