التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون 221}

صفحة 888 - الجزء 1

  وأي عبث أعظم من هذا؟ وتدل من وجه آخر، وهو أنه إذا لم يرد العنت، وهو دون ما لا يطاق فكيف يريده؟

  وتدل على أن العبد فاعل؛ لأنه لو خلق أفعاله فقليله وكثيره لا يدخله الإعنات.

  وتدل على بطلان قولهم في البدل؛ لأن النهي عن شيء وقع، والأمر بما لم يقع، ووقع ضده من أعظم العنت؛ لأنه مستحيل.

  قال أبو القاسم: وتدل على فساد من يحيل القدرة على الظلم؛ لأن الإعنات تكليف ما لا يجوز في الحكمة مقدور له، ولو شاء لفعله، وقال أبو علي: لو أعنتهم لكان جائزًا حسنًا؛ لأنه تشديد، ولكنه وسع على عباده رحمة منه وفضلاً.

قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٢١}

  · اللغة: النكاح: اسم يقع على العقد والوطء، واختلفوا في أصله، فقيل: أصله العقد، وقيل: أصله الوطء، ثم كثر حتى قيل للعقد: نكاح، كما تسمى الحرب غدرة، وهي اسم للمعنى.

  والذبيحة: عقيقة، وهي اسم للشعر عن المفضل.

  والأمة: المملوكة، ووزنه فعلة نحو أكمة.