التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون 221}

صفحة 889 - الجزء 1

  · النزول: قيل: نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي، بعثه رسول اللَّه ÷ إلى مكة ليخرج منها ناسًا من المسلمين، وكان رجلا قويًّا شجاعًا فدعته امرأة يقال لها: عناق إلى نفسها فأبى، وكانت خليلة في الجاهلية، فقالت: هل لك أن تتزوج بي، فقال: حتى أستأذن رسول اللَّه ÷، فلما رجع استأذن في تزويجها، فنزلت الآية.

  وقيل: إن قوله: «وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ» نزلت في أمة سوداء تسمى خنساء لحذيفة، فقال حذيفة: يا خنساء ذكرك اللَّه في كتابه مع دمامتك، وأعتقها وتزوج بها.

  وقيل: نزلت في أمة لعبد اللَّه بن رواحة سوادء ضربها، ثم سأل عن ذلك رسول اللَّه ÷ فقال: وما هي؟ فقال: هي تشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول اللَّه، وتصوم رمضان، وتحسن الوضوء وتصلي، فقال: هذه مؤمنة، فقال عبد اللَّه: أعتقها وأتزوج بها، ففعل فلاموه، وعرضوا عليه نكاح مشركة، فنزلت الآية.

  · المعنى: لما تقدم ذكر المخالطة بين من يجوز مخالطته بالنكاح فقال تعالى: «وَلاَ تَنكِحُوا» قيل: لا تتزوجوا، وقيل: حرم الوطء والعقد «الْمُشْرِكَاتِ» يعني النساء المشركات «حَتَّى يُؤْمِنَّ» يصدقن اللَّه ورسوله «وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ» مملوكة مصدقة مسلمة «خَيْرٌ مِنْ» حرة «مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ» مالها وجمالها وحسنها «وَلاَ تُنْكِحُوا الْمُشْرِكينَ» يعني لا تُزوِّجوا المسلمة من المشرك حتى يؤمن ويسلم «وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ»